تاريخ.. وطقوس.. ومؤامرات آل مردخاي

إب نيوز ٤ فبراير
عبدالملك سام

قام الملك سعود بزيارة لمنطقة حائل في العام 1953م لأخذ البيعة لنفسه، ومن بين الحشود خرج أحد الشباب ليطلب من الملك بألحاح أن يسمح له بكلمة، ووافق الملك مضطرا تحت انظار الناس المترقبة، وعندما بدأ الشاب كلمته التي حملت مطالب أهل المنطقة بدأ سعود يتجهم وقال متلعثما: “كفى.. أنتم مجرمون، إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون… ويسعون… ويسعون…”، وكعادة ملوك آل سعود لم يستطع أن يكمل الآية، وأمام سخرية الناس أنقض حرس سعود على الشاب ومزقوا الاوراق التي بيده، ومن لحظتها لم يبقى لذلك الشاب مكان في المملكة وفر بحياته إلى الخارج.

الشاب هو ناصر آل سعيد الشمري المولود في حائل عام 1923م أي بعد عام من غزو آل سعود لمدينته، وقد أرتبط أسمه بكتابه الشهير (تاريخ آل سعود) الذي سرد فيه تاريخ هذه الأسرة الدخيلة على المنطقة منذ جدها المؤسس الحقيقي مردخاي بن ابراهام بن موشي تاجر الحبوب القادم من البصرة بإيعاز من بريطانيا إلى منطقة الدرعية البعيدة عن أي تدخل من قبل العثمانيين أو أي سلطنة أخرى، ثم علاقتها بالفكر المتطرف لمحمد عبدالوهاب والغزوات التي قاموا بها معا، وتطرق الكاتب للوحشية والغدر التي أتسمت بها هذه الأسرة بمساعدة الفكر الوهابي ودعم لا محدود من بريطانيا للسيطرة على الحرمين والجزيرة..

ما يهمنا هنا بأختصار ما ذكره السعيد في كتب عدة عن الطقوس الغريبة والشاذة التي كان يقوم بها آل سعود في الخفاء حتى أطلق عليهم لقب “أعداء الله واولياء الشيطان” في كتاباته وبرامجه الأذاعية التي اطلق احدها من جنوب اليمن.. وكتابه هذا الذي جاء في 663 صفحة هو جزء من نشاط ناصر السعيد الذي غدر به آل سعود في لبنان بعملية أغتيال وحشية عام 1979م رميت بعدها جثته في البحر لتنهشها الاسماك!

أنا من خلال هذا المقال أردت ان أسلط الضوء على هذا الكاتب الحر الذي عاش مطاردا من هذا النظام الشيطاني لمدة من الزمن، والذي تعتبر كتاباته مرجعا مهما لفهم العقلية التي تحكم هذا النظام.. ولعلها لا تعتبر مبالغة ان قلت بأن هذه الطقوس الغريبة ما تزال تمارس حتى اليوم، ولا ننسى ما قام به آل سعود من تخريب للأثار الإسلامية في مكة والمدينة وحرصهم على آثار اليهود، كما لا ننسى ما قام به محمد بن سلمان قبل فترة من تصرف أثار أستغراب الكثيرين عندما اعتلى سطح الكعبة المشرفة وما تلاه من تواجد غريب لأسراب الجراد، والكثير مما أرتبط بهذه الأسرة من طقوس غريبة كحفلات المجون والمخدرات والخمر والقتل وحتى العلاقات الشاذة!

لقد أرتبطت هذه الأسرة بأبشع سمعة في التاريخ من حيث الممارسات الغريبة والوحشية والقسوة، وللاسف مانزال نجد هناك من ينخدع بالمظاهر المادية التي خدع بها فرعون بني إسرائيل عندما تباهى بما يملك وفقر سيدنا موسى، ورغم ما نشاهده من أرتباط بين هذا النظام والكيان الصهيوني من تطبيع علني يتم على مراحل يهدف للسيطرة على المقدسات الإسلامية واحدا تلو الآخر، ورغم أنكشاف الكثير من الحقائق التي تثبت أن هؤلاء مدعيي الإسلام لم ولن يفعلوا شيئا في مصلحة الإسلام والمسلمين طوال تاريخهم الأسود، بل أن كل تشويه لحق بسمعة الإسلام أرتبط بشكل او بأخر بهذا النظام المدسوس علينا..

أخيرا.. أدعو جميع الأقلام الحرة للإطلاع على تاريخ هذه الأسرة، وتوضيح جوانب منها للقارئ اليمني خاصة بهدف زيادة الوعي وتحصين العقول من الأشتباه، كما ادعو الجميع لقراءة هذه الكتب التي تفتح عقولنا لمعرفة كيف يفكر هذا العدو المتربص بنا لنعرف كيف نواجهه.. هناك الكثير مما كتب وينتظر منا أن نقرأه، وهناك الكثير من الضحايا الذين لاقوا ما لاقاه ناصر السعيد بسبب موقفهم المحق والذي جعلهم يقفون ضد هذا النظام المستكبر.. أظن أنه آن الوقت للوعي في ظل معركتنا ضد هذا النظام وعملائه، وفي ظل المؤامرات التي تحاك ضد المقدسات والأمة الإسلامية..

You might also like