إلى عزيزي العزيز – مُجاهدي-

إب نيوز ٢٦ مارس
رويدا البعداني

بعد أن فقدتُ ثقتي بساعي البريد وخانني صندوقه قررت أن أبعث إليك رسائلي عبر أثير الرياح أو مع حمام زاجل .

أعي تمامًا أن رسائلي هذه لن تصل ولن تحظى بقرأتك لها لكني لازلت مصرة على كتابتها حينما تجتاحني اللوعة ،فأنا سعيدة بهذه الكذبة البيضاء وهذا وعدًا أخذته على نفسي أقسمت به للتو أن أستمر لما أنا عليه-أكتب رسائل لن تصل- .

لعلك سعيد هذه اللحظة حد نسياني ،
ولاأظنك بحاجة إليّ لكني كما هوالحال أحتاج حضورك بقربي فغيابك بات ينهش آخر أعماري ، لاأريد مزيد من الحيوات فحياة واحدة كانت لتكفيني .

أتذكر ياعزيزي حينما أخبرتني أنها أيام وستأتي ، من يومها وأنا واقفة انتظر عودتك ، زارني السهاد حتى أصبح قرين ليلي العامر بتلافيف ذكرياتك حتى أني نسيت مامعنى السبات .

وقعت ضحية مدادي ، سئمت مني سطوري ، حتى منضدتي الخشبية لم تسعفني -آنذاك- حين سقطت سهوًا على أرضيتي الاسمنتية وأنا أفتش عن بقاياك ، هاأنا أشارف على الدخول بسكتة قلبية وصمت أبدي .

أتعلم… !
في الآونة الأخيرة لأول مرة أشاهد وأصدق واقعنا المرير عبر زجاجة مزيفة – العدسة التلفزيونية – سمعت حينها أن هناك فايروس جامح يُدعى (كورونا) اجتاح العالم وأنقض عليه كوحش كاسر ،اصطاد أرواح البشرية بشراهة وبدون رحمة ، تفاقمت أعداد الوفيات إثره يومًا بعد يوم والحمدلله لم أكن منهم -لازلت أتنفس غيابك- .

نـًسّْيـتُ أن أخبرك ؛
قبل أيام من عمري مررتُ بوعكة عاطفية إزاء لاشيء لكني متأكدة أنه كان شيء ملم كل هذا لايهم ماهزني وأسقطني هو أن صمودي الذي كُنت أتباهى به أمام الجمع ، تسرب مني خفية دون علمي ،تركني وأنا في ذروة الوجع وراح يبقبق هُناك أنه صديق وفيّ .

آه ياعزيزي !
لن تتصور كم بكيت فراغك الجاثي على حقائب أيامي ، رحت انتحب حين تلقيت نبأ استشهاد من كانوا معك ظننت أنها النهاية لي وبدايتك، ولبرهة امتلكني إحساس جميل يشبه زماننا القديم -زمن الطفولة- بأنك ستعود في القريب ، وإن لم تعد سأعرف بأنك قد نِلت مُناك ورُزقت بحياة أخرى بعيدة كُل البعد عنا وقريبة منه جل في علاه.

لوهلة إجترني إيمان عظيم وألهمني ماكُنت جاهلة عنه ، ماعدت أخاف من شيء فلقد رأيت في دعواتي المخبأة وصلواتي المتأخرة هوادة وهذا ماكنت أبحث عنه ، هاأنالازلت انتظرك من مستهل الطرقات كالعادة فسارع بالمجيء إليّ قبل أن يسبقك كورونا… أسمعت !

فلتعد ياعزيز أختك ووحيدها

22/آذار /2020

هناك رسائل لازلت في جادة طريقها إليكم فانتظروها

#اتحاد_كتابات_اليمن .

You might also like