مجازرهم مخططة للقضاء على الثروة البشرية .

 

إب نيوز ١٦ يوليو

بلقيس علي السلطان

كانت حربهم واضحة منذ الوهلة الأولى ، فقد دشنوا حربهم بمجزرة مروعة بحق الأبرياء من المدنيين وهذه المجزرة في بني حوات كانت العنوان لحربهم ، بالرغم من العناوين الزائفة التي حاولوا التستر وراءها كعنوان إعادة الشرعية وعنوان الحفاظ على أمن المنطقة وغيرها من العناوين التي اتضح زيفها سريعاً فهاهي الشرعية التي يزعمون إعادتها يقومون بسلبها من مرتزقتهم الذين يدعون الشرعية ويسيطرون على عدن تحت عنوان زائف أخر ( الانتقالي )وجميعها تخدم الأجندات الخارجية ، وأما عنوان الحفاظ على أمن المنطقة فهو الأخر أكثر زيفاً وخداعاً فهم من يشكلون الخطر على أمن المنطقة بقواعدهم وبارجاتهم ، وكذلك اليسطرة على المياة الإقليمية والتحكم في حركة السفن ومااحتجازهم لسفن الوقود والغذاء والدواء إلا أكبر دليل على مخططاتهم الخبيثة .

لم تقتصر مخططات دول تحالف العدوان على السيطرة البلاد وثرواته ، بل كان من أولوياتهم القضاء على الثروة البشرية اليمنية والتي تعد الأكثر عددا في منطقة شبة الجزيرة العربية والتي طالما خاف منها بني سعود وأسيادهم من الأمريكان والصهاينة ، لذلك أصبحت المجازر تنفذ وفق خطط مدروسة وممنهجة ومن يظن أنها مجرد أخطاء غير مقصودة فهو واهم ، فالأطفال والنساء باتوا الهدف الكبير الذي يرمي الطيارون عليه نار الحقد والخبث ، فنسبة الشهداء المدنيين من الأطفال والنساء تكشف حقيقة مايحاولون إخفائه من االاستهداف الممنهج لهم سواء عبر الطيران أو عبر الحصار الخانق الذي تفرضه دول تحالف العدوان وكذلك احتجاز سفن النفط والذي جعل حتى الأطفال الذي في الحضانات يتضررون جراء ذلك ، والمجازر الأخيرة في وشحة بمحافظة الحديدة ومجزرة المساعفة في الجوف والتي كان جل ضحايها من النساء والأطفال لهي أكبر دليل على استمرار العدوان في استنزاف الثروة البشرية اليمنية ،وهي ليست رداً على استهداف الجيش لأهداف عسكرية واقتصادية في العمق السعودي كما يقول البعض ، فمجازرهم لم تتوقف منذ بداية العدوان ومن قبل أن يكون هناك حتى رداً للجيش واللجان الشعبية في الميدان .

تعد الثروات البشرية القوى المحركة لدفة تطور البلدان وتقدمها والثروة البشرية اليمنية ثروة لا يستهان بها وهي ثروة متجذرة منذ التاريخ فهي منتجة وناجحة في كافة الأصعدة العسكرية والاقتصادية والزراعية والعمرانية ، فاليمن ظلت تسمى بمقبرة الغزاة بفضل الرجال الأقوياء ، وسميت بأرض الجنتين واليمن السعيد بفضل المزارعون المتفانون ، وعمرت القلاع والسدود والحصون حتى أن سواعد هؤلاء البنائون شيدت مدناً لم يخلق مثلها في البلاد ، ومازالت هذه الثروة البشرية والتي جعلها المعتدون ضمن مخططات الدمار في الحرب على اليمن مازالت تخيف المعتدين ويسعى إلى انهاكها والقضاء عليها كما يسعى لإنهاك وتدمير كل ثروات البلاد ، وليست المدن الواقعة تحت سيطرتهم بمنأى عن هذا المخطط الخبيث ولو لم تطلهم نيران الطائرات ، فالاغتيالات والاختطافات لهم بالمرصاد ، وكذلك إثارة الفتن بينهم والتي تطال نيرانها النساء والأطفال كذلك ، وهذا يضعنا أمام حقيقة هامة هي أن اليمنيين جميعهم مستهدفون دون استثناء ، وهذا يدعو إلى ضرورة الوعي بخطورة مخططات المعتدين وضرورة إيجاد حل نهائي لإيقاف عدوانهم وبغيهم ، وهذا لن يتسنى إلا بالوقوف صفاً واحداً للتصدي لهم ودعم الجبهات والقوة الصاروخية وجميع الصناعات العسكرية التي تعمل على تطوير عمليات الردع التي يستطيع الجيش من خلالها إيلام العدو في الأماكن التي يتخذون منها مصادر ومنطلقات لقتل الشعب اليمني ، ولن يكون وجهتها العمق السعودي فقط بل ستكون وجهتها أماكن التخطيط والتآمر الصهيوني والأمريكي وليس ذلك على الله بعزيز وليس على رجال الله ببعيد ، والعاقبة للمتقين .

.

You might also like