معارج النور…
إب نيوز ٢٢ يوليو
جهاد اليماني
وهاهو قطار الزمن يصل بنا لساحة أياٍمٍ عظيمة مباركة مصطفاة، تحمل في طياتها كل معاني القداسة والجلال والصفاء والنقاء والنفحات الإيمانية الربانية؛ فبعد محطة شهر رمضان المبارك منحنا الله فرصة أيام العشر الأُوَل من ذي الحجة؛ كمحطة إيمانية أخرى للتزود بالطاقة الإيجابية والاغتراف من معينها العذب…
وقبل أن نلج ساحة هذه الأيام المقدسة، ما أجمل أن نخلع ثياب الذنوب ونجلو صدأ القلوب، ونغسل أدران السيئات، ونتهيأ نفسيا وشعوريا ووجدانيا، ونعيد ترتيب ذواتنا التي بعثرتها رياح الغفلة والضياع بين متاهات الحياة، ونستشعر جلال وقداسة هذه الساعات والدقائق واللحظات الملكوتية؛ لنحلق في سماوات الكمال، ونعرج معارج النور بنفوسٍ وأرواح وأفئدة طاهرةِ نقية تضاهي نقاء وصفاء وطهر هذه الأيام…
فليس من الأدب مع الله الكريم الذي يمنحنا الفرصة تلو الأخرى أن نقتحم هذه الأيام بقلوب ملوثة بالذنوب وأرواح يلفها الضياع وتطوقها الغفلة…
نعم تأتي هذه المحطة بنسماتها العذبة النقية الزاكية لتتنفسها الأنفس إيمانا وزكاء ويقينا…
تنسكب أنوارها على القلوب لتسطع ضياء وتشع نورا وتقوى…
يتدفق معينها العذب وسلسبيلها الرقراق على حدائق الصدور الذابلة لنتشي فرحا وتفوح عطرا وتثمر حبا وتزهر عشقا لبارئ الكون وواهب الحياة الكريم العظيم المتفضل..
وعلى أجنحة الشوق تحلق الأرواح الوالهة التواقة التي أضناها البعد واستبد بها الحنين_ في سماوات البيت الحرام تلبي وتطوف وتسعى وتنزف دموع الوجد وتحترق بنار الوجع؛ وهي ترى بيت الله ومهوى الأفئدة وقد طوقهُ الحصار وأُوصدت أبوابه المشرعة وأقفرت ساحاته المقدسة من الطائفين والعاكفين والركع السجود…
وقد أقدم على هذا الإجراء الوقح تحت ذرائع واهية_ أمراء السوء وملوك الفجور وعلماء النفاق الذين ..(يصدون عن البيت الحرام وما كانوا أولياءه أن أولياؤه إلا المتقون) بعد أن دجنوا الأمة فانصاعت لقراراتهم وصمتت على ظلمهم إلا صوتٍ مجلجلٍ صادحٍ بالحق ارتفع من يمن الإيمان ليستنكر ذلك الصدّ عن بيت الله … وسيظل يمن الإيمان يرفع الصوت عاليا في وجه المستكبرين وسيظل مواصلاً لجهاده ونضاله حتى تحرير بيت الله من دنس آل سعود المتصهينين، وصولاً لتحرير بيت المقدس من أخوتهم وأبناء عمومتهم اليهود وما ذلك على الله بعزيز وإن غداً لناظره قريب…
.