لنا مع 14 أكتوبر القادم موعد قريب .
إب نيوز ١٨ أكتوبر
د.تقية فضائل
ثار أحرار الجنوب على الاحتلال البريطاني واستأصلوه بعد جهاد وتضحيات كبيرة، وكانت الثورة نتيجة طبيعية لمعاناة طويلة للشعب في ظل الاحتلال الأجنبي وتنامي الوعي الشعبي بضرورة التخلص منه ليعيش أبناء المجتمع في وطنهم أحرارا كرماء ينعمون بخيرات بلادهم التي كانت تذهب لغيرهم وهم يحيون حياة بائسة فقيرة متخلفة يتفشى فيها الجهل والظلم والاستبداد وجاءت هذه الثورة المباركة قوية عازمة على طرد الطواغيت من الوطن بكل ما تمتلك من قوة ،ورغم كل ما بذله المحتل ومرتزقته لإبقاء الهيمنة الاستعمارية التي امتدت 129عاما تحولت فيه عدن إلى محطة لتزويد الأساطيل التجارية الإنجليزية بالوقود من جهة، وقاعدة عسكرية لحماية تجارتهم في الممرات البحرية الموصلة إلى مناطق الهند الشرقية من جهة أخرى.وقد حرص المستعمر على تثبيت وترسيخ بقائه؛ فكان أهم ما ركز عليه هو إفقار الشعب وتحطيم اقتصاده في المدن والأرياف والقضاء على الصناعات المحلية ليكون السوق مفتوحا للمنتجات البريطانية وغيرها لضمان عدم قدرة الجنوب على التحرر ،لأنه أصبح عالة على بريطانيا في لقمة عيشه فيبقى تابعا خاضعا.ومن أخطر ما أقدم عليه المحتل تحالفه مع الإقطاعيين من السلاطين المتنفذين الذين باعوا شعبهم من أجل مصالحهم الخاصة ،وكانت مهمتهم هي قمع الشعب من أجل استمرار الهيمنة الاستعمارية وحماية مصالح المستعمر ، وهذا اقتضى تقريب مجموعة من المرتزقة وإعطائهم امتيازات خاصة ومنحهم صلاحيات للتحكم في الشعب ، ومن الإجراءات التي مارسها البريطانيون لقمع التحرك الشعبي التفتيش لأي مكان في أي وقت واعتقال أي شخص والتحقيق معه ومصادرةوثائقه ونزع الأعلام واللوحات ووضع المنظمات الجماهيرية تحت الرقابة المستمرة . وما علم المحتل وأعوانه أنهم على موعد مع أبطال الجنوب العائدين من الشمال في 14أكتوبر ليعلنوها ثورة وطنية حقيقية تعصف بالطاغوت المحتل ومرتزقته وفعلا لم تتوقف الثورة او تتراجع رغم وحشية الاحنلال في قمعها ولكنها استمرت حتى حققت نجاحا باهرا يشهد له التاريخ وها نحن نحتفل بذكرى تلك الثورة العظيمة وجنوبنا يعاني نفس ما عاناه أسلافهم من المحتل الأجنبي القديم وﻻ نبالغ إن قلنا إن الأحوال أسوأ لأن الأعراب جاؤوا بحقد دفين على اليمن وأهله شمالا وجنوبا ومرتزقتهم تجردوا كليا من انتمائهم لوطنهم وشعبهم، وأكبر دليل على ذلك التدهور على جميع المستويات اقتصاديا و و أمنيا وسياسيا و إنسانيا وأصبحت موانئ الجنوب كلها مسخرة لدويلة الإمارات العميلة ومنافذها البرية تحتلها السعودية قرن الشيطان وقددمروا الاقتصاد والعملة المحلية وانعدمت الخدمات الأساسية من كهرباء وماء وبترول وغاز وتدهور التعليم والصحة وغير ذلك وقطعت المرتبات رغم نقل البنك المركزي إلى عدن ، وفي المقابل زادت السجون والمعتقلات وكثر المساجين والمخفيين قسريا وتنوعت أساليب التعذيب الوحشية وانتهكت الأعراض، أما الاغتيالات فحدث وﻻ حرج و تفشت جرائم الاغتصاب والقتل للأطفال والنساء ولم يستثن من ذلك الرجال، ﻻ يمر يوم دون أن نسمع عن جرائم يذهب المدنيون ضحية لها، ودمرت مؤسسات الدولة تدميرا ممنهجا خلاصة القول إن الجنوب يعيش مأساة حقيقية بكل ما تعنيه الكلمة فمن مستعمر غاز طاغ إلى مستعمر أطغى وأظلم، والسؤال الذي يلح على أهلنا في الجنوب متى سيكون لنا موعد مع أكتوير جديد ؟ متى تهبون كما هب أسلافكم العظماء وتطردون الأعراب وعملاءهم بعد أن تلقنوهم دروسا لن ينسوها ؟ متى تضعون أيديكم في أيدي أخوتكم وتوحدوا صفكم وتستعيدون كرامتكم وتخرجون أبناءكم من السجون السرية ؟ لا أشك مطلقا أن هذا كله سيكون قريبا بأذن الله
عاش اليمن حرا أبيا موحدا شامخا وﻻ نامت أعين الجبناء.