ربيعٌ عرس الأكوان والدهشة الخالدة في ذاكرة الزمان
إب نيوز ٢٧ أكتوبر
عدنان الجنيد
في هذه المناسبة الكريمة والذكرى العظيمة، ذكرى مولد الرسول الأكرم – صلى الله عليه وآله وسلم – نأمل من جميع الشعوب أن يتعاطوا معها بوعي وفهم وبصيرة ومسؤولية ..
فهي مناسبة معطاءة وحافلة بالدروس، والأمة في أمس الحاجة إليها ، وأن يعودوا إلى إسلامهم الحقيقي الذي ما جاء إلا لنصرة المستضعفين، وإزالة الظلم عن المظلومين، ونشر العدل، وتعبيد الناس لخالقهم الجليل لا للظالمين والفاسدين ، وإذا ما عادت الشعوب إلى الإسلام المحمدي الأصيل، فستتمكن حينها من مواجهة المستكبرين، ونصرة المستضعفين، واجتثاث الفكر الوهابي اللعين التابع للصهاينة والأمريكيين ..
وأمكن للشعوب – أيضاً – أن تحظى بالعزة والكرامة إذا ما جددت ولاءها لنبيها صلى الله عليه وآله وسلم ، وارتبطت به الارتباط الوثيق القائم على أساس الولاء الصادق والطاعة الخالصة، مصداقاً لقوله تعالى:(النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ)، [الأحزاب؛ 6]،
وأن تتعرف عليه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لأنه لايمكن أن تقتدي برسولها وهي تجهله ولاتعرفه المعرفة الصحيحة، قال تعالى – موبخاْ الذين جهلوا رسولهم – :(أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ)، [المؤمنون :69]..
ولعلّ أعظم مصدر لمعرفة سيرة النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – المعرفة الحقة هو القرآن الكريم؛ لأنه -صلى الله عليه وآله وسلم- كان خلقه القرآن، والقرآن – أيضاً – هو منهجه وهديه،
ومن خلال القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة نتأسى برسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – ونقتدي به، قال تعالى :(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)، [الأحزاب، : 21] ..
إن فلاح هذه الأمة ونصرها وظفرها قائم على أساس الارتباط بمنهج الله والولاء له، والولاء لنبيه -صلى الله عليه وآله وسلم- ولآل بيته القائم على الاتباع له ولمنهجه ( القرآن الكريم )، والقائم على استشعار هذه المسؤولية من منطلق قول الله تعالى : ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ﴾ ..
فعلى هذا الأساس تتوحد الأمة، وتتحرك وتنهض استجابةً وطاعةً لله ، وقياماً بالمسؤولية أمام الله فيما هو خير لها وللمسلمين جميعاً..
وإننا -من خلال هذا المنبر الفكري الحر- نهيب بكافة علماء الأمة وخطبائها ومثقفيها أن يكثفوا جهودهم التوعوية من خلال: الخطب، والمحاضرات، والندوات، والمهرجانات، ومجالس الاجتماعات ، ويحثوا مجتمعاتهم لاسيما في هذه المناسبة – مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف – على الوحدة، ولمّ الشمل، وترك كل الخلافات والمناكفات والخصومات التي يسعى الأعداء إلى إذكائها ..
لذا ينبغي أن يسود بين الناس المحبة والوئام إكراماْ لهذه المناسبة على صاحبها وآله أفضل الصلاة والسلام،
وأن يحثوهم -أيضاْ- على التكافل الاجتماعي، وبذل الصدقة للفقراء والمساكين، وتفقد أسر النازحين من المعوزين، وكذلك أسر الشهداء والأسرى، وزيارة الجرحى والمرضى..
ومن الأهمية بمكان أن يحثوا أفراد مجتمعهم على زيارة المرابطين في الجبهات، ورفع معنوياتهم، وإعطائهم هدايا إن أمكن ذلك؛ لأن هذه المناسبة تُعَدُّ من أعظم مناسبات المسلمين على الإطلاق، ولابد أن ندخل الفرحة إلى قلوب أفراد الشعب، ونغرس فيها عظمة هذه المناسبة، وعظمة صاحبها -صلى الله عليه وآله وسلم- وعظمة الرسالة التي جاء بها، حتى يكون شعبنا محصناً من كل الاستهدافات التي قد تناله من أعداء الإسلام وأعداء النبي عليه وآله الصلاة والسلام..
#لبيك_يارسول_الله
#المولد_النبوي_الشريف