(رئيـسـنـا الـشـهـيـد)

إب نيوز ٢٠ إبريل

شيماء الحوثي.

وهاهي تحّل علينا الذكرى الثالثة لرحيل رئيس الشهداء صالح بن علي الصماد، تحّل علينا وما أحزنها من ذكرى، ذكرى مؤلمة، ومناسبة حزينة، وخسارةً لنا برحيل شخصية وطنية هامة، لكنها فوزاً له وإستبشاراً بما كان يتمناه وهي الشهادة في سبيل الله ودفاعاً عن الأرض والعِرض ونيلاً للحرية والكرامة والإستقلال، مازالت فاجعة خبر رحيله لم ننساها حتى اللحظة، تلك اللحظة التي أعلنوا فيها خبر فوزكَ يارئيسنا بما كنتَ تتمناه وسام الله الاعظم الذي لطالما تمنيتها، قد بعت نفسكَ من الله والله أشترى فنعم المشتري هو الله، ختمت سنين صبرك وجهادك ومواجهتك ومسؤوليتك التي كان آخرها رئيساً للجمهورية اليمنية ختمتها بالشهادة في سبيل الله وبها نلّت المنصب العظيم في الآخرة أن أصبحت في أعلى عليين بجوار الأنبياء والشهداء والصديقين وحسُنَ أولئكَ رفيقا.

من الغريب أن تحدث أن يستشهد رئيس الجمهورية وهو من المتاعرف والسائد بين الدول أن رئيس الجمهورية لايخرج من بيته وإلا وهو مدجج بالمرافقين والسيارات ولايزور مواقع قتال إذا كانت بلده في حالة حرب بل يجلس في كرسيه ويراقب الوضع عن كثب من بين ادراج مكتبه، لكن لا، مع المسيرة القرآنية الوضع مختلف تماماً عما يحدث في الدول الأخرى أو الأنظمة اليمنية السابقة التي كان ولائها للخارج،قادات المسيرة القرآنية هم السباقون إلى ساحات الوغى وهم الأولون في المتارس والخطوط الأمامية وهم القائد والجندي كذالك هو رئيسنا الشهيد الصماد، بالرغم من منصبه رئيساً للجمهورية وإنشغاله بقضايا الفساد المتراكمة من الأنظمة السابقة إلا أنه لم ينسى المجاهدين وعندما تلقى منصب رئيس الجمهورية لم يتوانى ويقعد ويتخاذل ويقول ليس من شأني زيارة الجبهات والمجاهدين لم يكن همه جمع الاموال والأرصده وشراء الأراضي والعقارات والسيارات بل كان همه ذالك المجاهد الذي بين تقلبات الطقس الشديدة وكان همه ذالك المواطن الذي لايجد قوت يومه وكان همه ذالك الموظف الذي ليس لديه راتب وكان همه ذالك الطالب الذي ليس لديه مسلتزمات الدراسة وكان همه شعباً كأمله.

هو الرئيس الذي أول ماتعيّن للمنصب ذهب للجبهة لتفقد احوال المجاهدين ويرفع ويشحذ من معنوياتهم بكلامه المتواضع لهم *”مسح الغبار من على نعال المجاهدين أشرف له من مناصب الدنيا”* فاي رئيساً سيقول ذلك.

هو الرئيس الذي يذهب إلى كل حفل تخرج دورات عسكرية بالرغم من الأخطار المحاطةِ به ويقول لهم *”أبينا إلا أن نحظر بين أوساطكم وقد نصحنا الكثير بألا نحظر فليست دماؤنا اغلى من دمائكم ودماء زملائكم في الجبهات ولا جوارحنا أغلى من جوارحكم”*.

هو الرئيس الذي لايمتلك حتى بيتاً ملكاً له ولأولاده بل مستأجره إيجار، أبحثوا عن اي رئيساً في العالم مستأجر بيتاً إيجار لن تجدوا أبداً، هو الرئيس الذي لايمتلك القصور ولا الفلل ولا الأراضي ليورثها لأبنائه فانظروا ماذا قال قُبيل إستشهاده بأيام *”وصالح الصماد لو يستشهد غد ما معَ جهاله وين يرقدوا إلا أن يرجعوا مسقط رأسهم وهذه نعمة من الله سبحانه وتعالى”*.

هو الرئيس الذي حمل هم الشعب بصدقٍ وأمانة ولم يكن مقصراً في اداء مسؤوليته وواجبه تجاه ربه وشعبه وقيادته ادى الامانة على أكملِ وجه لم يسمح بلعب اللاعبين ولاتقصير المقصرين ولا فساد الفاسدين كان الكابوس للفاسدين والعابثين وللعدوان ومرتزقته المجرمين فالشعب بأكمله يشهدله بأنه ادى واجبه على أكملِ وجه وسيكتبه التاريخ بأحرف من ذهب.

هو الرئيس الذي قال *”يدٌ تبني ويدٌ تحمي”* اليد الذي تبني البلاد وتنهض بها، واليد الذي تحمي تراب هذا الأرض من طمع الغزاة المنافقين.

فو الله يارئيسنا الشهيد ما كفت الأقلام لكتابة عطائكم وتضحيتكم فسلام عليكم بماصبرتم وجاهدتم فنعم عقبى الدار، وإنى على خط مشروعكم العظيم سائرون لامتراجعون.

.

You might also like