انتصارات يمنية عسكرية نفسية

إب نيوز ١٣ رجب

بقلم : هاشم أحمد شرف الدين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في عالم الحرب العسكرية والنفسية
حيث تدور معركة الأجساد والمواد
والقلوب والعقول
تبرز القوات المسلحة اليمنية اليوم
قوةً يجب أن يحسب لها العالم ألف حساب

فبمواقف حازمة وجريئة
بثت الرعب في قلوب أعدائها
وغرست الرهبة والاحترام
حتى لدى أولئك الذين
يجرؤون على تحدي قوتها

خلال الأيام الماضية
وعقب اعتداءاتٍ على اليمن
قال الأمريكي والبريطاني
“لقد أنهينا إلى حد كبير قدرة اليمن – الحوثيين العسكرية”
لكن الواقع يكذّب ذلك
فقوات اليمن المسلحة
ترفع مستوى المواجهة شيئا فشيئا

لقد أعلن ناطقها ليل الأربعاء
عن موقف أكثر جرأة
حيث اشتبكت قواتنا اليمنية
لساعتين في خليج عدن
مع مدمرات أمريكية
ألحقت بواحدة إصابة مباشرة
ومنعت سفينتين تجاريتين أمريكيتين
من العبور

إن استمرار عمليات أبطال اليمن
يعكس التزامهم الثابت
بالدفاع عن أهل غزة في فلسطين
وعن شعبهم وأمتهم ككل

ففي خضم الوضع المأساوي في غزة
جرّاء العدوان الإسرائيلي المتواصل
والحصار الخانق المفروض على سكانها
برزت القوات المسلحة اليمنية
كمنارةٍ للأمل
ومدافع قوي عن العدالة
تشهد أفعالها على التزامها الثابت
بتخفيف معاناة سكان غزة

فلوقف العدوان والحصار الإسرائيلي
تواصل بشجاعة فرض حصارها الصارم
على الملاحة الإسرائيلية
في البحر الأحمر والبحر العربي

إنها تبعث رسالة قوية إلى العالم مفادها
أن معاناة الأبرياء لن يتم التغاضي عنها
أو التسامح معها

ورغم التهديدات والاعتداءات الأمريكية
تواصل الوقوف بشجاعة ضدها
وضد الإبادة التي يتعرض لها أهل غزة

إن أفعال القوات اليمنية
ليست استعراضا
وليست تهورا أو جنونا
إنها صرخة حاشدة للعرب والمسلمين
وللمجتمع الدولي
كي يتوحد ويتضامن للاعتراف
بالاحتياجات الإنسانية العاجلة
لسكان غزة، وتوفيرها

إن هذا التصميم الذي لا يتزعزع
والشجاعة التي لا تنضب
يخلقان هالةً مغناطيسية من القوة
تجذب انتباه العالم
فيقف مدهوشا بإعجاب
وهو يرى القوات اليمنية المسلحة
يراها جبلا عظيما
ويرى أبطالها شامخين
غير قابلين للتراجع
يضربون القوة العظمى بقوة
ويُحدثون هزاتٍ ارتدادية
وموجات تسونامي في صفوف أولئك
الذين يفكرون في تحديهم.

لهذه التصرفات الجريئة والشجاعة
من قبل أبطال اليمن
صدى قوي
يتجاوز التقدير التقليدي
لقوة الولايات المتحدة
فمع كل خطوةٍ حازمة يتخذونها
وكل عملية ينفذونها
يحطمون الوهم الذي يحمله العالم
عن كون أمريكا قوة لا تُقهر
وينسفون في الوقت ذاته
أوهام الأمريكيين بأنهم
القدرة العسكرية الأقوى والأكبر
ويستبدلونها بإحساس عميق
بالضعف في نفوسهم

إن صدى بطولات قوات اليمن
يتردد اليوم في الوعي الجماعي
ويترك علامةً لا تمحى من الخوف
في أذهان أعدائهم

إن أبطال اليمن بعملياتهم وتحديهم
وإصرارهم الذي لا يعرف حدودا
يقولون للعالم
القوة لله سبحانه لا لسواه
ولا يوجد تحدٍ أكبر من اللازم
ولا توجد عقبة لا يمكن التغلب عليها
نحن أقوياء بالاستعانة بالله وحده
وبالثقة به والتوكل عليه

إنهم في مواجهة التحديات
يجسدون الجوهر الحقيقي
للتعاطف الإنساني

وتفانيهم وثباتهم من أجل
إنهاء العدوان الإسرائيلي
ورفع الحصار عن غزة
هما بمثابة ضوء توجيهي
يلهم الآخرين للانضمام إلى النضال
من أجل العدالة
والتضامن مع المظلومين

في هذا المسرح الكبير من الصراع
تقف القوات المسلحة اليمنية
سيدةَ الموقف
ماهرةً في التلاعب بالتصورات
وإخضاع الأعداء
أتقنت فن الحرب النفسية
مثلما أتقنت فن الحرب العسكرية

لقد نسجت قصة القوة والمناعة
التي لا يمكن لأحد أن يتجاهلها
وخلقت حصناً منيعا من القوة النفسية
لدى شعبي اليمن و فلسطين
ولدى الشعوب العربية والمسلمة
وجميع الأحرار في العالم
فكل عملية لها
تترك انطباعا بالفخر
لا يمحى في نفسياتهم

وفي المقابل
تهدم حصون القوة النفسية للأشرار
وتترك انطباعا بالخزي لا يمحى
على نفسيات أعدأئها

ليس هذا وحسب
فالمؤشرات تجعل العالم يثق
بأنه وفي نهاية المطاف
سيترك أبطال اليمن
بإذن الله سبحانه وتعالى
إرثاً لا يُمحى من كل ذلك
سيتردد صداه عبر سجلات التاريخ
كعبرة عن الحكمة عندما تهزم القوة
وإن غداً لناظره لقريب.

You might also like