إيران وخطواتها الحيوية والتحضير للصراعات المستقبلية..!!

إب نيوز ١٨ فبراير

غيث العبيدي

▪️ الخطوات الحيوية الإيرانية.

بشكل منفصل، تعمل إيران على إنشاء المزيد من الشراكات الاستراتيجية المضادة والشاملة للمحور الغربي، مع بعض دول القارة الأفريقية، مع إبقاء أبواب المشاركة مفتوحة بينها وبين المحور الاوراسي ”روسيا والصين وكوريا الشمالية“ حتى وأن كانت دوافعهم مختلفة الا أنهم يمتلكون أيديولوجية واحدة، ضد الهيمنة الامريكية على العالم، ومع أنها شريك رئيسي في المحورين الاوراسي ”التكنولوجي والعملياتي“ والاسلامي ”المقاوم“ الا انها ستبني محور ثالث، وستنجح أن لم يكن قد قطعت اشواط نجاح مهمه فيه، ان شاء الله تعالى، تحديداً وأن القارة الأفريقية تمتلك القدرة على الانفتاح صوب إيران، لتغير صورتها النمطية المعروفة عنها من جانب، ومن جانب أخر لم تجني من المحور الغربي الا الخراب والدمار مثلما يحصل في السودان ودول القرن الافريقي حالياً.

▪️ أفريقيا ودوائر الحركة الإيرانية.

تعمل إيران بطرق دبلوماسية واقتصادية، وبمبادرات بحرية، على بناء شراكات إستراتيجية متميزة مع دول القرن الافريقي، بعد أن عرفت تلك الدول أن المحور الأمريكي الإسرائيلي وحلفائهم العرب، الامارات والسعودية، يقوم بأستغلال خيراتها، والعبث بأستقرارها، وسحقها والمرور عليها، وتجنيد جماعات منها، للعمل مع المنظمات الإرهابية، مما قد ينعكس سلباً على على نظمها السياسية والأمنية والاجتماعية لاحقاً، مقارنة بالنموذج الإيراني الإنساني، القائم على تعزيز ألأستقرار السياسي والامني والاجتماعي في أفريقيا، وتعتبر كينيا وإريتريا والسودان، من أهم الدول التي استفادت كثيراً من النموذج الإيراني. ويعتبر الرئيس الإيراني الراحل السيد أبراهيم رئيسي ”رحمة الله“ أكثر من أعطى أولوية للقارة الأفريقية في السياسات الخارجية الإيرانية، تحديداً الدول المطلة على ساحل بحر العرب وعدن والبحر الأحمر، لأهميتها الجيوسياسية والاقتصادية عالمياً، وبالرغم من كل الصعوبات التي واجهتها، إلا أن طهران استطاعت أن تبني لها عمق أستراتيجي مهم مع دول الساحل الإفريقي، وخاصة أن القادة الأفارقة، هم من يبحثون عن فرص افضل للتعامل معها، بعد أن تيقنوا أن إيران ستحافظ على بناء علاقات اقوى معهم.

▪️ أيران وجنوب أفريقيا.

وصف رئيس جنوب افريقيا ”رامافوزا“ الحكومة الايرانية بأنها «صديق حقيقي وموثوق ووقفت دائما إلى جانب بلادة في أوقات الشدة» ويبدوا أن جنوب افريقيا منفتحة على كل من إيران وروسيا لتوسيع قدراتها النووية المدنية وهذا ما أكده وزير الطاقة في البلاد مؤخرا حيث قال..« لايمكن أن يكون لدينا عقد ينص على عدم السماح لإيران أو روسيا التقدم بعطاءات، لا يمكن أن يكون لدينا هذا الشرط» وبعد أن قدمت جنوب افريقيا دعوى قضائية ضد اسرائيل، على خلفية حرب الإبادة ضد الفلسطينيين، في معركة ”طوفان الاقصى“ وصفتها بعض الأطراف الغربية والعربية بأنها تقاتل اسرائيل في لاهاي قانونياً نيابة عن أيران، وأن من يقف وراء هذه الجبهة القانونية قد يكون مختلفاً، في إشارة إلى أن أيران استطاعت أن توسع محور المقاومة بهدف مشترك، وهو مناهضة السياسات الإمبريالية ومناصرة الشعوب المستضعفة في أسيا وافريقيا وفي أي قارة أخرى، وبناء جسور تواصل فيما بينها لمواجهة المشاريع الغربية المضادة.

وأخيراً.. نجحت أيران في تحركاتها الدبلوماسية، وأستطاعت أن تبني لها عمق أستراتيجي مهم في داخل القارة الأفريقية المضطهدة من الغرب، والمقهورة من التمايز العنصري، وسياسة التحيز المستخدم ضدها من قبل الأنظمة السياسية الغربية، التي سلبت الدول الأفريقية ”القرار والثروة“ لتجد في النموذج الإيراني كفاءة ومعطيات وقوانين، وسلكت مسالك حيادية وإنسانية معها، والمتحقق فيها الاسلام الصحيح، وكفاح الحق ضد الباطل، وقد منحتها رقما مهماً وأساسيآ في جميع تعاملاتها السياسية، لتجد الدول الأفريقية أن الشراكة الإستراتيجية مع إيران أمر مهم للغاية.

 وهذا يؤكد ما قاله السيد على الخامنئي حفظه الله بأن «محور المقاومة سيتوسع أكثر من أي وقت مضى»

وبكيف الله.

You might also like