لا نقول وداعًا.. بل إلى اللقاء”

إب نيوز ٢٣ فبراير

أسماء عبدالوهاب

يا وجع قلبي من يوم تشييع لا يعود بعده الإنسان كما كان.. بل يغادره شيئا من روحه.. يغادره إلى الأبد.. يبقى هناك حارسًا لفناء أحبته

وكأنَّ قلبه هواء..

فيظل معلقًا.. هائمًا بين أرض الواقع الصعب. وسماء الأمنيات الرحب..

في مسافةٍ بين السماء والأرض لا تقطعها السنوات الضوئية.. بل الوعود الحيدرية بنكالٍ قريب ببني صهيون شرّ البريّة..

ليقول لهم..

ويحكم.. كيف عبثتم بقلوب الملايين. بين طعنةٍ برمح. وغدرٍ بسكين.

أولا تعلمون أيُّ لحمٍ لنا فريتم.. وأيُّ دمٍ لنا سفكتم..

قد تعلمون شيئًا منه من حشود قلوب المحبين وهم يطّوفون على مرقد سيدهُمُ الأمين. وإن كان اضعافهم قد سافرت قلوبهم مشيًا.. عُراة الأرواح.. حفاة القدمين..

مفجوعين بهذا الفقد.. ولو اطّلع عليهم احد لعلم أنهم قد سدّوا ما بين الخافقين.

فلتعلم سيدي انك موجود معنا في كل همسة ومع كل رمشه..

محفورةٌ ذكراك فينا. خالدٌ محياك بين أضلعنا..

فما زرعته فينا لن يُمحى مهما تخالفت الأزمنة وتعاقبت العصور.

لكنه الفقد..

ولتعلم في يوم وداعك أنه

لن تواريك قلوب حفرت في صدورها مرقدًا لك..

ولا أرواح اعتادت أن تكحل عينيها ببهي طلعتك..

فانت حاضر معها بكلماتك وبسماتك وصولاتك وجولاتك..

هي اعتادت أن تتصفح ملامح وجهك. فقد كان لها زادًا للمسير ودافعًا أبديًا نحو التغيير.

لكنها اليوم كلما اغمضت عيونها تراك بوهجٍ أكبر. وكأنّك بت إليها أقرب كما هي إلى الوفاء بعهدك كل يومٍ أرغب..

لكنه الفقد يا سيدي أدمى قلوب الملايين..

إنه الفقد..

وإنّا على العهد.

You might also like