نصر الله لا يزال حيا !
نصر الله لا يزال حيا !
إب نيوز ٢٦ فبراير
عبدالملك سام –
ملاحظة: هذا المقال كتب عشرات المرات قبل أن يكتب!
حاولت أن أكتب مقال رثاء السيد حسن نصر الله فلم أستطع، ولعل السبب يكمن في أني داخليا ما زلت لا أستطيع أن أصدق أنه رحل عنا، وإلى لحظة التشييع كنت آمل أن يطل علينا بخطاب يؤكد فيه أن خبر استشهاده كان مناورة لخداع الصهاينة بالرغم من معرفتي أن سماحته لم يعرف عنه الكذب أو الخوف قط، ولأنه – سلام الله عليه – ما كان ليقبل بأن يكون سببا في حزن أحد. لكني تمنيت من كل قلبي أن يعود وليفديه كل الحزن والدموع التي بذلناها حزنا عليه.
القلم ينوح على فقدك يا سيدي، وأنا لعاجز عن رثائك، وإن كنت قادرا على كتابة كلام عن فقدك فلا كنت، وهذا نفس الشعور الذي اعتراني عندما فقدت والدي قبل أعوام، “حزن صموت” كما قال الشاعر صلاح عبدالصبور، وهو تعبير عبقري عن أشد أنواع الحزن الذي يصيبك بالعجز عن قول أو فعل أي شيء!
لنكن واقعيين!! ولكن أي واقع هذا الذي يمكن أن يحتوي كل هذا الحزن؟! وكما قال الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) فأعظم نكبات الأمة هي عندما تفقد عظمائها، ونحن فقدنا خلال مسيرة النور هذه الكثير من العظماء، إلا أن هناك أشخاص لا يعوضون وإن ظلت رسالتهم ذات تأثير قوي حتى بعد رحيلهم، والسيد حسن من هؤلاء.
لعل ما يجعلنا نصبر هو أمر الله لنا بأن نصبر، وايضا بتذكرنا لمصابنا بنبينا (ص) الذي يعتبر رحيله أعظم مصائب البشرية، ولكن ما يجعلنا نصبر ونصابر اليوم أكثر هو أننا يجب أن نكمل الدرب الذي بدأه العظماء وبذلوا حياتهم وأرواحهم دفاعا عن الحق والخير، ودفاعا عن المستضعفين الذين تفرج العالم كله على مآسيهم حتى تعب القاتل من القتل!
إنا على العهد يا سيد حسن، وإن قالوا لنا بأنك رحلت عنا فنحن نقول لهم بأنك ما تزال حي فينا حياة لا الوقت ولا الظروف قادرة على تنتزعك من ضمائرنا.. إنا على العهد يا غالينا، ولك العهد منا بأننا لم ولن نترك أرثك، أو ننسى ثأرك.. السلام عليك وعلى رفاقك المجاهدين الصادقين ما تعاقب الليل والنهار، وإنا على العهد.