الكاظمي وخلفيات العودة، ونوايا أستئناف الانشطة السياسية..!!
إب نيوز ٣ مارس
غيث العبيدي ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.
تعتبر شخصية السيد مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي السابق شخصية جدلية، حيث شكلت سياساته ضعف وقصور منهجي في التشكيلات السياسية والاقتصادية في البلاد، مما أدى إلى بروز توترات وصراعات وتأثيرات متبادلة بين الجهات السياسية المتناقضة في العراق، فكل شئ حدث في عهده بطريقة مختلفة، لذلك كثر الكلام حوله والتنكيل به والرجم والجلد والطرد ولم تؤاخذنا به رأفة، ولحد كتابة هذه السطور لم نتحرر من عقدة سياساته السابقة، ولا أعتقد سأكتب بطريقة مغلقة عنه، لكونه ها قاد عاد مجدداً، مهما كانت دواعي العودة، ومهما أحيط بقوانين مدنيه يحتمي بها، ومهما تغيرت ملامح سياساته القادمة، ولا يمكن أن يصل إلى درجة المقدس التي تحاول بعض الجهات السياسية وضعه بها، إلى أن تمسي الاتهامات التي وجهت ضده عبارة عن؛ رواية لتسلية الخصوم، وسرد ديمقراطي لتسقيطه سياسياً وإجتماعياً، وعلى الجهات التي أتهمته بالتواطؤ مع الامريكان بقضية أغتيال ”قادة النصر“ أن تثبت براءته منها، أو أنها أتهمته لأسباب شخصية، وليست وظيفية، ومن حقنا أن نعرف الحقيقة، حتى لا تغتصب أقلامنا مرة أخرى.
▪️ الكاظمي في صورتين.
🔸 الصورة الأولى ” الطرد“
أرادت بعض الأطراف السياسية أن يغادر الكاظمي العراق سواء بعقوبة الطرد، أو الابعاد، وكأنه غير مؤهل لأن يكون عراقي، ومحروم من حق العودة، ومفصول عن العمل السياسي، وممنوع عنه ممارسة النشاطات السياسية في داخل وخارج العراق، إلى وقت غير معلوم.
🔸 الصورة الثانية ” رد الإعتبار “
عاد الكاظمي إلى العراق بطائرة خاصة وكانت في أستقباله نفس الأطراف السياسية التي سعت في طرده، لتستقبله بحفاوة وبفوج حماية الرؤساء السابقين، وكأن الرجل امتلك مضاد حيوي أسقط جميع التهم الموجهة ضده، بكل ما كان يقال عنه، ليتحول بقدرة قادر من متهم ومتواطئ، لسياسي يحمل في رقبته مفاتيح حل العقد السياسية المعاصرة، وانه الوحيد القادر على إعادة الأمور السياسية إلى وضع أفضل مما هي عليها الآن.
▪️ أشارات العودة.
🔸 العودة بالقوة «فرض إرادات خارجية»
🔸 العودة الطوعية «تسوية سياسية»
🔸 العودة بطلب من الداخل« وسيط تواصل»
▪️ عودة الشيعة الليبرالية.
يبدوا أن النظام السياسي الحالي، كأحد اشكال الاسلام السياسى بوصفه ”نظاماً سياسياً شيعياً“ يمر بحالة من الامتعاض، وملقى اللوم عليه، خارجياً وداخليآ، بعضها بحق، وأغلبها بدون حق، ويجب أن لا يكون بهذه التركيبه السياسية، لأن النظام السياسي العالمي، في أشارة إلى أمريكا وحلفائها، متبرين منه، وغاضبين عليه، وقاطعين التواصل معه، وأن مصطفى الكاظمي قد يكون هو الاستحقاق الرئاسي القادم، بعد أن يشتد في الانتخابات المقبلة، ليكون إبرة الميزان مابين واشنطن وطهران، فيتحرك الكاظمي بالعراق نحو أمريكا مثلما تحرك جوزيف عون في لبنان وأحمد الشرع في سوريا نحو ذات المصدر.
علمآ أن مصطفى الكاظمي لم يترك النشاط السياسي وكان يتحرك مابين الامارات وبريطانيا سياسياً، وعليه يمكن أن نقول إن العودة الطوعية والعودة بطلب من الداخل، محكومة بظروف سياسية وقانونية واجتماعية قاهرة، ولا يمكن التساهل فيها، وما تبقى هو أنه عاد بفرض خارجي صارم، كنوع من أنواع التغيرات السياسية والتي كثر الحديث عنها مؤخراً في العراق.
وبكيف الله.