وسطية الأزهر ورغبة المسلمين السنة في التخلى عنه..!!
إب نيوز ٤ مارس
غيث العبيدي
يعتبر الأزهر من أهم المؤسسات الدينية، والمعاقل التاريخية، وأقدم أثر فاطمي قائم في مصر حتى هذه اللحظة، رغم أفول نجمه، وتغيير معالمه، ومحو جميع إرتباطاته بالدولة الفاطمية، كنموذج لوصف التركيبة العدوانية المتوحشة التي ضمرها وعزم عليها الهالك صلاح الدين الايوبي، والتي قامت عليها الدولة الأيوبية، من بداياتها إلى يوم هلاكها، ضد الفواطم الشيعة، ومعاداته لمذهب التشيع، ومحاربتة لكل المسميات المرتبطة بآل البيت عليهم السلام، إلا أنه تحول الى المؤسسة الدينية الاولى المؤازرة للمذهب السني، والتي تحمل خطاب وسطي ومعتدل نوعما، خلاف باقي المدارس الاسلامية السنية في العالم الإسلامي، ليتحول رسمياً عام 1961، إلى جامعة لتدريس العلوم الإسلامية المرتبطة بالمذهب السني، والشريعة الإسلامية، ولايزال كذلك حتى يومنا هذا.
ومع أن الأزهر بما يمثله من توجهات دينية، وما يحمله من تركيز على محتويات الأديان والمذاهب الأخرى، إلا أن ذهاب المسلمين السنة نحو التطرف والتعصب، والخروج عن قواعد الاعراف الإسلامية والثقافية السائدة، وتفضيل الرأي، وعدم الثبات على إمر معين، وتجاوز حد الاعتدال، أصبح الأزهر حاله خاصه بالمصريين وليس كل المصريين، فقط الذين استطاعوا الاحتفاظ ببعض مزاياهم الإنسانية وأعرافهم الاسلامية، وبشكل مؤكد الأشعرية منهم والصوفية، فيما مال عنه أغلب سنة العرب، وعدلوا إلى المدارس والمشايخ لأكثر تطرف، لأنهم يعتقدون أن وسطية وأعتدال الأزهر الشريف، فيه مفسدة، حيث ليس من الضروري وبأي حال من الأحوال أعطاء فرصة تشغل قلوب وعقول المسلمين السنة بغرمائهم التقليديين المسلمين الشيعة، وانه لا ينبغي أن يكون الأزهر كذلك، لأن الشيعة يملكون القدرة على أحداث أثر قوي في نفوس أتباع باقي المذاهب الإسلامية، لكونه المذهب الوحيد المرتبط أرتباط مباشر بآل البيت عليهم السلام، مما قد يعري مذاهبهم الإسلامية، ويكشف جسدها، ويميط اللثام عن رأسها بسهوله.
ومن المؤكد أن الأزهر ليس بتلك اللطافة الإسلامية، وأن له وجها أخر ضد التشيع، فدائماً ما أستخدم خطابات متطرفة، وعقد الكثير من الندوات حول منع بناء دور العبادة ”الحسينيات الشيعية“ في مصر، وطبعت مجلة الأزهر، الكتب والمنشورات التي تحذر من أنتشار التشيع، وقيام مجلس البحوث الإسلامية في الأزهر بعقد العديد من المؤتمرات الإسلامية لمواجهة المد الشيعي بين صفوف المذاهب الإسلامية الاخرى، الا أنه من عجائب السنة العرب أنهم ينسون مواقف الأزهر التي لا تقل تطرفآ عن باقي المدارس الاسلامية الأخرى، مقابل بعض التصريحات التي تظهر بين الحين والآخر، وآخرها تصريح شيخ الأزهر ”أحمد الطيب“ حول أن الاختلاف بين الشيعة والسنة، أختلاف آراء وأفكار وليس أختلاف دين، مما جعل الجمهور الإعلامي المتطرف يصفه بالتراخي في مواجهة المذهب الشيعي.
وبكيف الله.