لكنهـم، ومع ذلك، اجتمعوا..! 

إب نيوز ٥ مارس

بقلم الشيخ /عبدالمنان السنبلي.

في مطلـع الألفيـة الثالثـة اجتمـع الحكام العـرب لمناقشـة مبادرة سـلام سعودية تقدم بها العاهـل السعودي الراحـل الملك عبدالله بن عبد العزيز..

وكان يومهـا لمـا يزال وليـاً للعهـد..

أقـر الحكام العرب حينـها تلك المبادرة التي تـنص على إمكانيـة الإعتراف والتطبيع الكامل مع إسـرائيل، في مقابل قبـول الكيان بإقامة دولـة فلسطينية على حـدود 67..

رمـوا الكرة في ملعب شارون..

أو هكذا اعتقـدوا

شارون بدوره ما قصَّـر..

أعادها إليهم، بطريقته الخاصة وبسرعة البرق، كرةً من نار ولهب من قبـل حتى أن يقومـوا من مقامهـم ذلك..!

وبدأ عـدواناً واسعاً على غـزة تعبيراً عن رفضه واستخفافه بأولئك المجتمعين وتلكم المبادرة..

ولم يكن ذلك، بصراحة، مفاجئاً للحكام العرب، فقد كانوا يعلمون مسبقاً أنه سيرفضها ولن يقبل بها..

لكنهم، ومع ذلك، اجتمعوا..

اليـوم الحـكام العرب يـعودون للإجتمـاع من جديـد لإقرار خطة مصرية لإعادة إعمـار غزة..

أو هكذا يزعمـون..

اجتمعوا وأقروا هذه الخطة، مع علمهم المسبق بأن نتنياهـو وترامب سيرفضانـها ولن يقبلا بهـا..

لكنهـم، ومع ذلك، اجتمعـوا..

أرأيتم أي صنف من الحكام يحكموننا..؟

على أية حال،

هل تعلمون ما هي مشكلة هـؤلاء الحكام..؟

أنهـم يعلمون نفسية يهـود، لكنهم لا يجرؤون على التعامل معهم من خلال هذه النفسية الإنتهازية الخبيثة..!

ففي الوقت الذي كان يفترض عليهم أن يجتمعوا للتلويح بخيارات الحرب والقوة، اجتمعـوا لمناقشة وإقرار مبادرة سلام عربية..!

وفي الوقت الذي يفترض عليهم اليوم أن يجتمعوا لبحث كيفيـة إجبار إسـرائيل وإلزامهـا بإعادة إعمـار ما دمرته في غزة، اجتمـعوا لمناقشـة وإقرار خطة مصريـة لإعادة إعمـار غزة على حسابهم الخاص..!

يعني: إسرائيل تدمر والعرب يتكفلون بإعادة البناء..!

أرأيتم أي قطيع من الخراف يحكموننا..؟

لذلك، حق لنتنياهو أن يرفض..

وكذلك ترامب..

وأن «يتدلعا» و«يغنجا» ويضغطا أكثر..

ذلك، أنهما قد عرفا وخبرا نفسيات هؤلاء الحكام، فلا يعاملانهم إلا من خلال هذه النفسيات الجبانة والخائفة والمنبطحة..

ولا عـزاء في أمـة العرب..!

ولا عـزاء لهـا..!

#جبهة_القواصم

You might also like