راديكالية التفريخات الامريكية المتطرفة، التاريخ لا يرحم العملاء..!!

إب نيوز ٦ مارس

غيث العبيدي ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.

صنعت دولة أمريكا العميقة، بوصفها الحكومة الخفية داخل الحكومات المنتخبة، جماعات وتنظيمات راديكالية متطرفة، وزرعت فيهم حب الرجوع للماضي، والترويج لمثله العليا، ودك الأوضاع السياسية والاجتماعية والدينية الراهنة في الشرق الأوسط، والوقوف ضدها، والعمل على كبح جماح الانظمة العنيدة والمخالفة للحق الأمريكي، والمؤمنة بما لا تؤمن به أمريكا، بأساليب ثورية عنيفة، وتكليف الماكنات الأعلامية المرتبطة بها، على تغيير صورة التطرف المذهبي لها، تحديداً التنظيمات التي نجحت في تحقيق أهدافها، ونقل صورة أخرى مغايرة تماماً أختلطت فيها الأفكار والمفاهيم العنصرية والدينية والسياسية، ولصقتها بسلوكيات الأنظمة السياسية والدينية والاجتماعية المعمول ضدها أو المراد تغييرها، وإوجدت الدوافع والأسباب والخلافات والتي لايمكن معالجتها الا بالتغيير، ومن تلك العروض الإرهابية الناجحة، حركة طالبان في أفغانستان، وهيئة تحرير الشام في سوريا.

▪️ من الناحية التاريخية.

تاريخياً توجد أدلة كثيرة على أن أمريكا دعمت ولربما صنعت العديد من التنظيمات الإسلامية المتطرفة، خلال الحرب السوفيتية الأفغانية، وفي البوسنة والهرسك، كجزء من الاستراتيجية الأمريكية لمواجهة الاتحاد السوفيتي من جانب، ولبسط هيمنتها على العالم من جانب أخر.

▪️ من الناحية التحليلية.

من المهم أن ندرك أن إبقاء بيئة الشرق الأوسط في القسم العربي والإسلامي منه تحديداً، بيئة ضعيفة ومفتته ومضطربة وفوضوية، تصب في صالح أمريكا وإسرائيل اولآ وأخيراً، لأنها ستؤدي بالنهاية إلى مجموعة من التغييرات السياسية، لضمان الولاء السياسي لأمريكا، والاجتماعية، الديموغرافية الناتجة عن الهجرة، والاقتصادية، للتحكم بأسواق الطاقة، وقسمة الثروات العربية مناصفة مع أمريكا، وبوابة لإستمرار الصراعات العسكرية، والحروب الأهلية، كما في الحالات السورية والعراقية والليبية واليمنية والسودانية، ولربما المصرية في فترة معينة، كأسواق لتصريف الأسلحة الامريكية، بالإضافة أنه لا يمكن حل كل تلك الازمات الا بالمزيد من القواعد العسكرية الأمريكية.

▪️ الاستثمار بالصدمات.

التقلبات والاضطرابات الكثيرة التي شهدها الشرق الأوسط، والمساهمة فيها التنظيمات المتطرفة مساهمة كبيرة وفعاله ومباشرة، بل يمكن أن نقول انها السبب الرئيسي فيها، والتي لم تتحملها بعض الدول المعنية، مما مكن أمريكا من من أستغلالها أستغلال متقدم، فأستثمرت فيها أستراتيجيات إقتصادية مربحة للغاية، أستطاعت فرضها على الدول المقصودة بالقوة، لتعود عليها بالمحصلة النهائية بعوائد سياسية وأقتصادية وعسكرية كبيرة، وإبقاء دائرة الخطر مستمرة في الشرق الأوسط، لتستثمر فيها جغرافياً بوقت لاحق.

▪️ التاريخ لا يرحم العملاء.

أظهر لنا التاريخ بعض النماذج التي سخرت كل إمكانياتها لخدمة مصالح الدول الكبرى، وأنها دائما ما أستخدمتهم لتحقيق أهداف معينه، لكنها لا تتحمل مسؤولية حمايتهم إلى أوقات بعيدة وفترات كبيرة، عندما يشكلون خطراً عليها، مثل عملاء امريكا في فيتنام، وعملاء فرنسا في الجزائر، وعملاء الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، وعملاء إيطاليا في ليبيا، وسيكون للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة، كهيئة تحرير الشام، وداعش وباقي التنظيمات الاخرى، بوصفهم عملاء للدول أمريكا والغرب نفس هذا المصير، وغداً لناظره قريب.

وبكيف الله.

You might also like