كلام بدون إيموجي!
كلام بدون إيموجي!
إب نيوز ٧ مارس
عبدالملك سام –
من المفارقات أننا منذ سمعنا شعار “رمضان يجمعنا” في وسائل الإعلام وجدنا أننا تفرقنا أكثر، وأكبر فجوة حدثت حتى بين أفراد الأسرة الواحدة تمثلت بالشيء الذي تشاهد الآن شاشته وأنت تقرأ هذا المقال! نعم، الهواتف الجوالة التي شغلتنا عن بعضنا حتى بات الأب المسكين يتمنى أن يجري أي حوار لمدة دقيقة مع أحد أبناءه دون جدوى، فكل في فلك يسبحون!
قال أحدهم أنه تعرض لضائقة مادية ولم يستطع أن يسدد فاتورة الأنترنت لفترة، ولكنه خلال هذه الفترة كان يجلس مع افراد أسرته، وكم كانت دهشته عظيمة عندما أكتشف انهم اناس طيبون! وآخر تعطل هاتفه الجوال فأكتشف أنه متزوج بإمرأة جميلة وظريفة، ولن أتعجب لو أنه قال بأنه أنجب منها 3 أطفال دون أن يدري!
الأمر مشابه لموضوع قرأت عنه قبل مدة طويلة كان يتكلم عن “مؤامرة” تقوم بها إحدى الجماعات السرية في أمريكا (وهي كثيرة في أمريكا لسبب ما)، والخطة تقضي بأن يسلطوا “كائن” على كل إنسان يكون له كالقرين (في تلك الأيام لم يكن التطور التكنولوجي قد وصل إلى ما هو عليه اليوم).. المهم في الموضوع أن الهواتف الجوالة حلت مكان هذا (الكائن)، وكلنا نعرف (أنهم) حاليا يسيطرون على إنتاج المعالجات وبرامج التشغيل ومعظم ما نستخدمه من خلاله!
أنا أعرف أن (صلاح) لن يعجبه هذا الكلام، واعرف أنه سينتقدني لأني أتكلم عن نظرية المؤامرة مجددا، ولكن يا صديقي هل تعلم أن “نظرية المؤامرة” نتاج (السي أي أيه) في منتصف القرن الماضي، وتهدف لإلجام كل من يتكلم عن أن هناك مؤامرة؟! لذا دعنا من التسخيف ولنركز على الحقائق، وكلها يشير أن هناك مؤامرة بالفعل، وطريقة تفكيرك أكبر دليل على هذا الأمر!
الخلاصة أن رمضان ما عاد يجمعنا، بل ولا أي شهر آخر قادر أن يكسر هذه العزلة التي يعيشها الواحد منا بينما هو محاط بالآخرين، وأصبحنا فعلا نطبق جملة “وكل في فلك يسبحون”، ولو أردنا أن نجتمع حقا فلنحاول ترك هواتفنا الجوالة لمدة معينة لنتكلم مع بعضنا وسنكتشف أن هناك أشياء حقيقية أخرى، وطريقة كلام لا نضطر معها أن نرسم “ايموجي” لنعبر بها عن مشاعرنا! ورمضان كريم.