سوريا الجولاني، التمرد على مقومات الدولة السورية ومسرح اللامعقول..!!

إب نيوز ٨ مارس

غيث العبيدي ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.

أصبحت سوريا في عهد محمد الجولاني، ليست للسوريين، وأرض كانت ولم تزل كذلك، لكنها ليس بالضرورة أن تكون موجودة، ويمكن تفجيرها بأي وقت، وهالة رسمت تقليدياً بين الدول العربية، ويمكن أن تختفي بأي لحظة، بعد أن تنازلت أمربكا عن جميع سماته المطبوع عليها عالمياً سمة الارهابي، والمختومة بختم الكابيتول الامريكي، والمطلوب للغرب حيآ أو ميتاً، والمرصودة لرأسه مكافئات مالية ضخمة، حتى أصبح يتمتع بميزة ”الفارس“ المؤطر بمثالية النفاق السياسي العالمي، وغير المعني بالتوغلات الإسرائيلية في العمق السوري، لتمضي سوريا بهذا الاتجاه، وكأنها تحقق المثل السوري الدارج ”يا عيب الشوم“ في إشارة للعار، أو الدالة على الاوضاع المشؤومة، وتنبئ بمصير غير معروف، وباتت تتوج يومياً برؤوس الأبرياء من سكان الشام الأصليين منذ سقوط نظام الأسد حتى هذه اللحظة.

وعلى مايبدوا أن سوريا اليوم أكتملت فيها عناصر مسرحية الكاتب المصري الشهير توفيق الحكيم ”مصير صرصار“ بجميع فصولها الثلاث «الملك صرصار، كفاح صرصار، مصير صرصار» فكل شئ فيها غير معقول، ولا يمكن إضفاء نوع من المنطق عليها، لأن مواسير الصرف الصحي وبالوعات الحمامات، السبب الرئيسي في وجود تلكم الصراصير، بما فيها الصرصار الذي أعجب بنفسه كثيراً وقرر أن يصبح ملكا، وكافح للخروج من البالوعة وعندما نجح كانت أهم مهماته النظر في بركة الماء، حتى بدأ يتفاخر بمظهره، ليستأصر طائفياً على شعب مملكته، ولكونه لم يكن مقتنعاً بأنه أصبح بهذه السرعة ملكاً، وبما أن الجلالة والمنصب يليقان به، فسيفعل ما يحلو له، مع الشعب الذي أصبح ملكأ عليه، وعندما يعجز عن مواجهة المشاكل الكبيرة، مثل مشاكل توغل النمل، ينقلب على ظهره، ليتجنب خطرها، ثم يعود مجدداً ”الملك الصرصار“

وفي عودة من عالم الصراصير الحكومية، إلى عالم البشر ”الشعب السوري“ المسار السياسي والعسكري الذي تمارسه الحكومة الإرهابية السورية برئاسة ابو محمد الجولاني، مسار أنتقامي ومبني على أسس طائفية، بحجة أحتواء المخاطر القادمة من الساحل السوري، ويمكن قراءتها على أنها جرائم إبادة جماعية، وان لا خيار أمام الحكومة الجولانية الا إبادة الأقليات الأخرى التي لا تنتمي للملة التي ينتمي إليها الإرهابيين في هيئة تحرير الشام، تحسبا لوقوع تمرد شعبي يمكن أن يؤثر على حكومة الصراصير مستقبلاً.

مسرح سورية اللامعقول يبدأ وينتهي بنفس النقطة القتل على الهوية، مما يؤكد بأنها حكومة غير تقدمية ولا تهتم لشعبها قدر اهتمام الرئيس بنفسة.

وبكيف الله.

You might also like