المندهش المدهش!

 المندهش المدهش!

إب نيوز ١٠ مارس

 عبدالملك سام –

هناك أسلوب سينمائي يدعى “الفلاش باك”، وفيه يبدأ الفيلم بذروة الأحداث ثم ينقطع دون أن يصل للنهاية، وبعدها يبدأ المشهد التالي ببداية القصة. وهو أسلوب ناجح جدا وأستخدم في كثير من الأفلام، ولكن كما تعلمون بأن التكرار الدائم للشيء دون تجديد قد يشعرك بالملل، إلا مع المواطن العربي!

المواطن العربي يحترف الدهشة لدرجة تبعث على الدهشة! كل مرة يتكرر السيناريو بمشهد “الذروة” اياه، فيشعر العرب بالدهشة ثم ينسون أن الموضوع مكرر ولا يعرفون ماذا يفعلون! وغالبا تتكرر الأحداث، والمواقف، وردات الفعل، ثم…. تتكرر الأحداث!!

الموضوع لا يتعلق بنقص المعلومات لا سمح الله، فالأمور تتكشف بشكل هائل.. ولا يتعلق أيضا بالقدرات العقلية، بل بطريقة إستخدامها التي تشبه ان تأتي بدراكتور هائل لتحرث باحة منزلك الصغيرة!

الأمريكيون أدركوا هذه الصفة فينا وكيف يتعاملون معها، ولذلك تفوقوا على البريطانيين وأزاحوهم عن عرش نهب ثروات المنطقة، وهو أسلوب بسيط، والخطوات كالتالي:

تأتي بشخص عميل تدربه بشكل مناسب – ثم تلبسه بدلة عسكرية – ثم توجهه لبلد ترغب في إحتلاله – ثم تنفخه وتوفر له آلة إعلامية ومطبلين ودعما لوجستيا هائلا – ثم تجعله يحتل البلد (الذروة) – بعدها يرتكب الجرائم حتى يضج الناس – ثم تأتي بشخص ثان وثالث ورابع …..الخ – بعدها تحتل البلد بعد أن تعب الناس (العرب خاصة) وقد صرت مقبولا، بل ومرغوبا لدرجة أنهم قد يترجوك لتحتلهم!!

المشكلة ليست طائفية بالنسبة للأمريكيين الذين لا يتحرجون من إستخدام أي ورقة ليحققوا مبتغاهم، وما يهمهم حقا هو مدى ولاء الأدوات لهم ومدى ما يملكونه من أوراق تضمن لهم إستمرار هذا الولاء.

قد يستخدمون ديكتاتورا ضد شعبوي، أو سنيا ضد شيعي، أو أشتراكيا ضد رأسمالي، أو أبيضا ضد أسود، فالعملاء لا دين لهم سوى الدولار، وأشخاص كالجولاني أو غيره ليسو سوى أدوات لتحقيق أهداف أمريكا. ويكفي أن نشاهد من ينهب الثروات اليوم لنعرف حقيقة الأدوات!

المدهش حقا أن اللعبة تنطلي على الكثيرين منا لدرجة أن الأمريكي لم يعد يبذل جهدا للتمويه على الحقائق! من المستفيد مما يجري اليوم في سوريا؟ النفط تنهبه أمريكا، وإسرائيل تتوسع وتعربد دون رادع في توقيت فاضح جدا بعد طوفان الأقصى!

السؤال الأهم اليوم هو من أكبر المستفيدين من ثروات الخليج والمنطقة؟ ومن ينهب ثروات ليبيا واليمن ومصر والسودان وووووو…؟! بالتأكيد ليست الشعوب العربية، ولا أولئك المصفقين لما يحدث! فمتى نستيقظ من دهشتنا؟!!

You might also like