واقع حال الشرق الأوسط حالياً، الغرب والسنة والعدو المشترك..!!
إب نيوز ١٩ مارس .
غيث العبيدي ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.
بما يحمله الشرق الأوسط حالياً من أفكار وقيم وسمات وأحداث وخصائص، في القسمين السني العربي ” الدول العربية“ والسني الاسلامي ” تركيا“ وبالخصوص في الحالات السياسية والدينية والإجتماعية، جعلتنا نعيش واقعية ليست معتدلة في أحوال العرب وتشكيلاتهم، و مبرهنة لا أساس لها من الصحة في الدين والسياسة والاجتماع، لم نكن في يوم من الايام نرغب أن نعيشها، لكنها أصبحت واقع حال شأنا أم أبينا، وتجسدت هيئة بياناتها بكل ما أتت عليها من أتفاقيات وتحالفات ولقاءات سرية وعلنية، بينهم وبين اليهود والنصارى، وأنهم بصدد التعامل مع الشيعة في العراق واليمن ولبنان وأيران عسكرياً، سواء بواسطة التنظيمات الإرهابية، أو التحالفات الدولية، ومن المفيد جداً لهم أن لا يمتلك الشيعة القوة التي تدفعهم نحو أحداث تغييرات جوهرية في ترتيبات الشرق الأوسط، وأتجاهات القوة فيه، كأسناد غزة مثلاً وجعل حماس قوة مؤثرة يحسب لها العدو الف حساب، على حساب سيطرة الكيان الصهيوني كقوة محافظة ورادعة ومانعة لعلامة التشكيلات الشيعية، وأعتبارهم العدو المشترك الذي يجب القضاء عليه.
ومن أهم الأسباب الظاهرية والمرئية والتي يمكن الوصول إليها من وجهة نظر سياسية، للتحالفات ”الغربية ـ العربية “ ضد الشيعة، ومحاربة كل أشكال ومظاهر وصور ومساحات وجوانب القوة التي يتمتع بها الشيعة، والرغبة بالقضاء عليها، وتمنى زوالها، وكنتيجة حتمية للتحولات الكبرى التى طرأت على أفكار ومواقف وأحوال الدول العربية، السياسية والدينية والاجتماعية، منذ خمسينات القرن الماضي إلى هذه اللحظة، هو لمنع الشيعة من أمتلاك القوة اللازمة، والتي تجعلهم قادرين على التصرف، ومواجهة أسرائيل، ونصرة القضية الفلسطينية، حتى في أصعب الظروف واحلك المخاطر، أو تأخير الحصول عليها قدر المستطاع حتى يتم الاستفراد بهم والتعدي عليهم وعزلهم والتحكم بمصائرهم تدريجياً، وهذه هي السياسة التي تعمل عليها الأنظمة السياسية النصرانية ”الغربية“ والصهيونية ”الإسرائيلية“ والسنية”العربية“ حتى يغادر الشيعة المشهد السياسي والاجتماعي، وينتهي عهد قوتهم الظاهرة، والتي تجسدت واكتسبت شكل واضح وقالب محسوس، وعبروا عنها في معركة طوفان الأقصى افضل تعبير، للدفاع عن كامل الأراضي الفلسطينية.
وعلى مايبدوا أن الغاية الرئيسية للتحالفات ”الغربية ـ العربية“ ضد الشيعة، أخذ يتجسد واقعياً، ويأخذ اشكال وقوالب متعددة، فبعد أن تكررت أنماطه في ضاحية بيروت الجنوبية، بانت إهم خواصه في سقوط سوريا بيد التنظيمات الإرهابية، وها هو اليوم يترتب في اليمن، ولاحقا سيشهد العراق وإيران أهم أجزائه.
في قانون الضمير العربي ” غير القابل للتوبة، والذي أقيم عليه الحد في مكان قذر“ كلما ضعفوا الشيعة أو تأخروا في الحصول القوة، ولم يبلغوها لأطول فترة ممكنة، كلما طال عمر اسرائيل.
وبكيف الله.