اليمن الذي يعرفونه
إب نيوز ٢٠ مارس .
عبدالملك سام –
لولا الشهداء والجرحى لكنا طربنا للقصف الأمريكي الذي يدل على أن أمريكا موجوعة من عمليات الجيش اليمني الباسل في البحر الأحمر، ومغتاظة أكثر من موقفنا الفريد المساند للشعب الفلسطيني، ومقهورة على حاملاتها التي باتت شريدة وهاربة على الدوام من صواريخ اليمن.
الشعب اليمني عظيم حقا، وكلما زاد المجرم من عربدته كلما زاد عنادا وصبرا.. في الماضي جاء الأتراك فأستقبلهم الشعب اليمني بحفاوة لأنه حسبهم ضيوف، ولكن عندما بدأ (الضيوف) يأمرون وينهون ويحتلون وينكلون حولهم اليمن ألى عبرة لدرجة أن الرعب من اسم اليمن بات ينتقل في جينات الأتراك حتى اليوم، والأمر نفسه تكرر مع الرومان والأحباش والفرس والمماليك والمصريين والبريطانيين وكل معتل بعقله فكر بغزو اليمن حتى سميت اليمن “مقبرة الغزاة”.
عندما يدخل الغزاة في بلادنا فهذا لا يكون إلا بسبب اليمنيين أنفسهم عندما يتفرقون لأسباب سياسية وإجتماعية، ومثال على ذلك ما نراه اليوم في جنوب وشرق اليمن من إحتلال (امريكي سعودي إماراتي)، ولكن ما إن يبدأ المحتلون التعساء الخطأ في حساباتهم ويبطشون ويعربدون، إلا ويتفاجئون عندما يجتمع اليمنيون حول قيادة منهم وتبدأ حفلة التنكيل والبطش بالأعداء حتى يكرهون اليوم الذي ولدتهم فيه أمهاتهم.. هذا هو الحال دائما، ولكن الحمقى لا يتعلمون.
في الجاهلية تقاتل اليمنيون لعشرات السنين من أجل ناقة أو فرس، وبعد الإسلام تحركوا حتى وصلوا إلى مشارق الأرض ومغاربها، ولو كان هناك قيادة حكيمة ودعم لوجستي لوصلوا إلى القطب الشمالي، حتى إني قرأت مرة أن هناك آثار إسلامية في الأمريكيتين أندثرت في فترة النزاعات الداخلية في الأندلس! أما اليوم فقد انقضت عشرة أعوام على عدوان كان يتوقع المعتدون بأنهم سيتمكون من خلاله أن يحتلوا اليمن ويخضعون أهله، والحقيقة الواضحة اليوم أن اليمنيين يزدادون قوة وعنفوان، والمتوقع أن قوتهم الصاعدة ستتمكن مجددا من رد العدوان على عقبيه، ومن ثم تطهير المنطقة من شر الغزاة إلى الأبد.
اليهود أكثر المتوجسين من هذا المصير الذي يعرفونه أكثر من غيرهم، ويوم استوطنوا قرب المدينة حتى يقضوا على النبي العربي (ص) الذين عرفوا بقدومه، وجدوا أن قبائل يمنية حلت بالمدينة تمهيدا لاستقباله وحمايته ومؤازرته. ويوم استوطن اليهود في اليمن عاشوا تحت حماية اليمنيين بأمان، ويعرفون أن اليمني لا يهزمه إلا يمني آخر، ولذلك هم عملوا ويعملون بغل للإيقاع بين اليمنيين لمعرفتهم أن نهايتهم لن تكون إلا على يد أهل اليمن.
لا، لن نترك غزة، ولن نتخلى عن الشعب الفلسطيني. وبفضل الله الذي وهب اليمنيين قيادة حكيمة تجمع اليمنيين من جديد، فإن وعد الآخرة سيتحقق كما يعرف اليهود هذا جيدا وموجود في كتبهم. ومهما حشدوا وتأمروا وأعتدوا فهذا لن يغير مصيرهم المحتوم على أيدي اليمنيين، والأيام بيننا، والعاقبة للمتقين الذين يقفون مع الحق الفلسطيني ولا يخافون في الله لومة لائم.