اليمن وغزة في مواجهة العدوان الأمريكي الإسرائيلي

شاكر

إب نيوز ٢٣ مارس

 

فهد شاكر أبوراس

 

أمام تجربة الخمسة عشر شهرًا من إسناد القوات المسلحة اليمنية للشعب الفلسطيني في غزة، ومضي اليمن قدمًا في المترس المتقدم من عملية طوفان الأقصى، وما قبلها سنوات ثماني من العدوان والقصف والتدمير والحصار، سوف تتساقط كُـلّ الرهانات والمحاولات الأمريكية والإسرائيلية لردع اليمن وثنيه عن موقفه المساند للشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة، قبل أن تتساقط صواريخه الباليستية، والفرط صوتية على أساطيلهم وقطعهم الحربية في البحر الأحمر، وقواعدهم العسكرية والمطارات في عمق الكيان داخل الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وقد اعترفت الأوساط الصهيونية من أن الهجمة الأمريكية على اليمن أبعد في الحقيقة عن ردعه وثنيه عن موقفه.

 

هَـا هي اليوم صواريخ المضطهدين المعذَّبين بفعل الغطرسة الأمريكية والإسرائيلية تتقاطع في سماء يافا المحتلّة وتتسابق فيما بينها على نيل ثواب التنكيل بالعدوّ، في شهر نزول القرآن لتصابح العدوّ وتتنزل عليه قبيل شروق الشمس وقبل الغروب آيات قرآنية من قعر الجحيم، يمنية الوحي، وغزية المسرى، أنصارية قسامية.

 

وعلى أن تجارب خوض المقاومة الفلسطينية للحروب السابقة الغير متناظرة ولا متكافئة، انتهت جميعها بالتفاوض والهدن وصفقات تبادل الأسرى وتوقيع الاتّفاقيات بين الطرفين، سوف تنتصر المقاومة هذه المرة لا محاله، وستنتزع أهداف العدوّ المعلنة وغير المعلنة وسوف تقتلع خيلاءه، وستسقط كُـلّ مؤامراته، وقد ضربت قواته واصابتها بالتشظي، وأدخلته في الحروب اللانهائية المرهقة له إلى أقصى حَــدّ، ولا أحد في وارد التضحية في سبيل مجرم الحرب نتنياهوا وأحلامه الطموحة.

 

كما أن استمرار تدفق الدم الفلسطيني في قطاع غزة، تحت كثافة آلة القتل الصهيونية لن يهيئ المقاومة الفلسطينية وشعبها الصامد في القطاع لرفع الراية البيضاء والاستسلام، بقدر ما سيوجب عليها التصدي للعدو وكسر شوكته، ولطالما شاهد العدوّ وشاهد العالم معه الكثير من مشاهد التحام المقاومة الفلسطينية مع حاضنتها الشعبيّة ورسائلها التحذيرية للعدو من تداعيات العودة خطوة إلى الوراء في مسار تنفيذ اتّفاق وقف إطلاق النار، والفضل كله لله، وعلى قاعدة وما رميت، إذ رميت ولكن الله رمى، سوف يقاتل الغزيون ومعهم اليمنيون واللبنانيون والعراقيون والإيرانيون، برغم ما يكاد لهم ويحاك ضدهم من مؤامرات، وستحافظ المقاومة الفلسطينية على بسالتها وديمومة عطائها وستمنع العدوّ من ترميم انكساره، بينما الأنظمة العربية غارقة في خطيئة الخذلان، بل إن بعضها تبدوا أعجل على انتصار الهيمنة الأمريكية في المنطقة من أمريكا نفسها، ولكنهم سوف يندمون بعد هزيمة العدوّ وانتصار المقاومة، ولله عاقبة الأمور.

You might also like