الامام علي «ع» والحكم العلوي ومؤامرة الاغتيال..!!

إب نيوز ٢٣ مارس

غيث العبيدي ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.

يفهم من النصوص التاريخية أن الإمام علي عليه السلام أغتيل بمؤامرة نفذت على يد ”بقايا وبغايا“ الخوارج، انتقاماً لقتلاهم في معركة النهروان، والتي أعتبرها الإعلام الأموي ”حركة تغييرية“ للحد من الأضطرابات والأنتفاضات الشعبية، وحالات عدم الإستقرار والتوتر والعنف الإجتماعي والانقسامات السياسية، التي سادت في الدولة الإسلامية، بسبب السياسات الداخلية، ومجموعة اللوائح والأوامر الإسلامية التي وضعها الامام علي عليه السلام، لتنظيم عمل الدولة الإسلامية، والتي أعتبرتها فانشيستا السياسة الاموية ”قطام“ علامة من علامات تدهور الدولة الإسلامية، وبداية من بدايات أنهيارها وسقوطها للاسفل، بعد أن رفع ثالوث الخلافة« أبو بكر وعمر وعثمان» الدولة الإسلامية للأعلى، وعملية أستبداد سياسي، وأستفراد العلويين بالسلطة، مما دفع ببائعة هوى ک ”قطام“ أن تقرر التعاون مع أبن راعية الكلاب ”بن ملجم“ لعائن الله عليهم، لتقرير مصير الدولة الإسلامية، وإصلاح نظامها السياسي، والذي لن يتحقق إلا بأغتيال الامام علي عليه السلام، وأستبدال نوع الحكم فيه من علوي لأموي، وتحجيم دائرة نفوذ بني هاشم سياسياً واجتماعياً قدر الإمكان، والحرص على صياغة خطاب ديني يتناسب وحجم القضية، و وضعه في نماذج وقوالب رسمية، لتصبح من أهم المصادر التاريخية المرتبطة بعملية إغتيال الامام علي عليه السلام.

هذه الرواية بالرغم من تواترها التاريخي، إلا أنها ليست الرواية الرئيسية في قضية ألاغتيال، بل هي عملية سرد تاريخية أستثمرها المسلمين في كل مرة لحصر قضية الإغتيال بين عاهرة وزاني”قطام وأبن ملجم“ لعنهم الله، فقط وتجنب البحث عن غيرها، مع أن الإمام علي عليه السلام قال قلتني ”ابن اليهودية“

▪️ اليهود في العهد الراشد.

السلوك السياسي والديني لحكام الدولة الإسلامية بعد النبي محمد «ص» وقبل أن يصل الحكم للامام علي عليه السلام، أعتبروا مناهضة اليهود شكل من أشكال معاداة السامية، بحيث أصبحت خلافتهم عبارة عن دائرة تملق لهم، وكل الممارسات التي كانت سائدة سابقآ عبارة عن سياسات عنصرية، وذكر «مسند احمد 15864» بأن عمر بن الخطاب اول من تآخى وطبع علاقاته مع اليهود، وكان يهوى الحضور في المدارس اليهودية وأنبهر بأحاديثها حيث قال والقول لإبن الخطاب «أن أهل الكتاب يحدثونا بأحاديث اخذت قلوبنا» الدر المنثور السيوطي ج5، حتى أصبح هذا الانبهار السبب الرئيسي الذي دفع بأبن الخطاب لمجاورة اليهود والسكن معهم في منطقة مساكن اليهود في العوالي.

وفي عهد بن عفان مارس اليهود أدوارهم الاجتماعية بصورة علنية أكثر مما هي كانت في عهد من سبقه، حيث قال لهم «أن أهل المدينة يعلمون أنكم ملعونون في عهد محمد فأمحو الخطأ بالصواب» وكان عبدالله بن سلام اليهودي من أكثر المدافعين عن أبن عفان ضد الانتفاضة الشعبية التي أقيمت ضده، ويمكن أن نقول إن خلافة عثمان بن عفان هي إضافة لخلافة أبن الخطاب، وكلا الخلافتين هدفها إرضاء الأمويين المعروفين بعلاقاتهم الاستشارية مع اليهود.

▪️ الخلاصة

مما تقدم أعلاه لايمكن اعتبار حادثة اغتيال الامام علي عليه السلام مرتبطة ارتباط رئيسي بأخذ ثأر قتلى النهروان، بل هي مؤامرة كبيرة اشتركت بها أطراف اجتماعية وسياسية كانت تقود الدولة الإسلامية بعد النبي محمد«ص» لإرضاء اليهود والأمويين معآ، حتى تعود الامور السياسية إليهم مجدداً هذا من جانب، ومن جانب؛ أخر حتى تتوسع المصالح اليهودية في الدولة الإسلامية ويبدأ عهد جديد من الانقسام الاسلامي، وجمع شتات اليهودي ومساهمتهم في كتابة التاريخ العربي الإسلامي، ووضع حجر الأساس للعصر الذهبي اليهودي في عهد الدولة الاموية، كما فعل اليهودي ”حسداي بن شبروت“ سفير الدولة الأموية في الأندلس وبعض الممالك والامبراطوريات الأجنبية الاخرى، وكل هذا لن يتحقق أن أستمر العلويين بحكم الدولة الإسلامية.

وبكيف الله.

You might also like