في ذكـرى إرتقاء أحمـد.. 

إب نيوز ٢٥ مارس

بقلم الشيخ /عبدالمنان السنبلي..

انقضى عام كامل على رحيله..

ما كان أسرعه على الذين لم يعرفوه..!

لكنه كان أبطأ على الذين عرفوه..!

وأبطأ كثيراً وأكثر على أولئك الذين عايشوه أو صادقوه أو عرفوه يـوماً عن قرب..

ولم يكن بالضرورة أن تعرفه عن قرب..

لقاء واحد به فقط كان كفيلاً بأن تمنحه سبعة نجوم في الأدب الأخلاق..

فهل عرفتم من يكـون..؟

إنه أحمد سامي حميد..

ذلك الفتى المجـاهد اليافع الذي لم تشـأ ذكـراه يوماً، ولا للحظة واحدة، أن تبارحنا أو نبارحها..

تأبي أخلاقه..

وروحيته الجهادية..

وإدراكه العالي بقضايا الأمة..

ومدرسته..

وإشادات معلميه..

وحتى رسائل أصدقاءه..

ومرثيـاتهم..

وحنينهم إليه..

تأبى جميعهن أن تنساه..

المراكز الصيفية أيضاً تحن إليه بقدر ما كان يحن إليها..

لم تكن علاقته بها علاقة عادية، وإنما علاقة ارتباطٍ روحي وثيق من نوع خاص وفريد تعود جذورها وتاريخهـا إلى مراحل طفولته الأولى..

علاقـة نمت وكبرت، وبصورة أسهمت في تشكيـل القسـم الأكبر والأنصع والأنقى من شخصيته..

وكما أنه لم يكن يطيق لها فراقا..

ها هي اليـوم كذلك..

لا تطيق له فراقا..!

تحن إليه كما لو أنها المتضرر الأكبر من فراقه..

فكيف تنسـاه..؟!

وكيف ننساه جميعاً..؟

كيـف..؟!

وكلما مررنا على فتية مشاكسين ومشاغبين..

أو مراهقين لاعبين ولاهين..

كلما صادفنا عينة من هذه الفئات العمرية وقد طغى السباب والشتائم والكلمات النابية عل لغة تخاطبهم..

كلما وجدنا ذلك كله، نجد أنفسنا مضطرين ومجبرين على تذكـر أحمد سامي حميد..

كيف أمضى طفولته وصباه طالباً مثابراً ومجاهداً ملتزماً ومنضبطاً أخلاقياً وقيمياً، وحاملاً، في الوقت نفسه وعلى صغر سنه، قضايا وهموم أمته ووطنه..!

وكيف يمضيها هؤلاء..!

فكأنما رحـل..

ورحلت معه قيم وأخلاق الطفولة البريئة..

أفلا يستحق أن نتذكـره دائماً..؟

وأن نبكيـه..؟

كيف لا..؟!

وعلى مثله تبكي البواكي..

لكن عزاؤنا فيه أنه ارتقى شهيـدا..

ربما لم يكن سنه الصغير الذي حال بينه وبين اللحاق بالجبهات يشأ له ذلك..

ولكن الله أراد له ذلك..

فارتقى شهيداً كما أراد له اللـه..

ولا مرد لقضاء الله وقدره..

فسـلامٌ عليه..

سـلامٌ على الفتى المجاهد أحمد سامي حميد..

سلامٌ عليه يوم ولد..

ويوم ارتقى إلى ربه شهيدا..

ويوم يبعث حيا..

#جبهة_القواصم

You might also like