كاتب ومحلل مصري : ‏نصيحة للأمريكيين ومن ينتظر سكوت الشعب اليمني عن نصرة ‎#غزة

إب نيوز ٢٩ مارس

اليمنيون لا يخافون القصف، ولديهم مناعة نفسية ومعنوية بحكم الاعتياد، وهم في ال 30 عاما الأخيرة خاضوا 9 حروب كبيرة كانوا فيها يتعرضون للقصف كل مرة، وفي النهاية تخرج الحرب لصالحهم،

في البداية ينتشي عدوهم وتكثر أمنياته والبشرى تأتي إليهم بالنصر السريع..

تمر الأيام والسنوات بنفس الوتيرة دون تغيير..ثم يلحظ العالم طول الحرب وعدم تحقيق أي نتيجة، ثم تعلو الأصوات بضرورة وقف الحرب والبحث عن حل دبلوماسي، ولكن بعد أن ارتكب عدوهم العديد من الجرائم التاريخية التي لا تسقط بالتقادم.

مع جهل عدوهم بالطابع اليمني والثقافة اليمنية تنقلب الآية بمرور الزمن، وييدأ الهجوم العكسي الذي ينتقلون فيه من الدفاع للهجوم، حتى يتمنى عدوهم أن تقف الحرب نظرا للاستنزاف الكبير ماديا ومعنويا..

لم يحارب أحد اليمن إلا وخسر من رصيده المادي والمعنوي، ويضعف دوليا وتسوء صورته وتنحط أخلاقه، والسر أن اليمني شعب بسيط للغاية، لا يهتم بتعقيدات وموازين القوى السائدة، ولديه طموح لإثبات نفسه، والصعود على كافة المسارات..

المعادلة لديه سهلة وبسيطة،

(أوقفوا إبادة شعب فلسطين سوف تمر سفن إسرائيل بسلام)

هذه من أسهل وأبسط المعادلات السياسية والعسكرية والعقلية والأخلاقية في التاريخ، وهو لا يرتكب جُرما قانونيا لسببين:

الأول: مجرم الحرب نتنياهو مطلوب دوليا وسفته بالبحر الأحمر هي التي تمون جرائمه غير القانونية، فمن المشروع والجائز فرض حصار دولي لإجبار مجرمي الحرب في إسرائيل على الرضوخ.

أمريكا نفسها كانت تفرض هذا النوع من الحصار على صدام، وفرضته على ليبيا وسوريا وغيرهم بشكل أعنف، إذن فالمنطق يقول بضرورة حصار إسرائيل لكونها ترتكب نفس الجُرم وأشد.

 الثاني: لأنه لا قانون حتى الآن يردع الصهيوني عن وقف الإبادة والغطرسة واستحلال الدم العربي، والقائمون على القانون هم أنفسهم من يتواطئون مع المجرم، ويقدمون له كل أشكال الدعم والحماية والسلاح والأموال.

المنطق يقول طالما لا يوجد قانون، إذن فاللغة الوحيدة التي تفهمها إسرائيل هي القوة عبر استخدام أساليب ووسائل مقاومة متاحة يمكنها دفع العدو للتفكير في العواقب.

اقتصاديا ستنهض اليمن بعد وقف هذه الحروب المجنونة التي أشعلتها الولايات المتحدة إما بالأمر المباشر أو الدعم والتحريض، لذلك فاليمني منذ 20 عاما وهو يهتف ضدها لعلمه أنها المتسبب الأول في كوارث وضعف وجهل الشرق الأوسط.

موقف اليمن من فلسطين هو نظيف أخلاقيا ومعنويا ولا يمكن إدانته، وهو خاضع لما كان يطلق عليه المهاتما غاندي (قوة الحقيقة) أو إدراك الحقيقة، وهي القوة التي تدفع أي بشر للمقاومة ودفع الظلم، وهي التي دفعت وستدفع أي شعب لمقاومة أمريكا و إسرائيل في مختلف أنحاء العالم..

يعني أمنيات البعض بالقضاء على المقاومة على يد الاحتلال الصهيوني أو الأمريكي هي محض خيال، ولا يدعمها التاريخ، وكل ما يحدث هو مجرد استحداث لطرق وأساليب المقاومة، واصطفافاتها وبالطبع أسلحتها المتاحة، وما الموقف الأخلافي التي قدمته جنوب أفريقيا إلا انعكاسا وتأكيدا لتلك الحقائق

الكاتب والمحلل المصري

*سامح عسكر

You might also like