كاتب ليبي : اليمن… يقارع اعداء الامة بمفرده
إب نيوز ٣٠ مارس
كان اليمنيون يعيشون في عز وهناء , خاصة بعد ان توحدوا, لكن قوى الشر ادرجتهم ضمن الدول المستهدفة بما سمي بالربيع العربي, رغم ان معظم سكانه يعيشون حياة البداوة, الا انهم تحملوا عبأ المحافظة على وطنهم, أشقائهم العرب المجاورين لهم نظروا اليهم باحتقار, أرادوا اذلالهم ,تكون تحالف عربي ضدهم ,استمر العدوان لما يقرب العشر سنوات ,لكن هذا الحلف لم يفلح في هزيمة اليمنيين,بل ازدادوا قوة وباسا,المؤكد انهم يستقدمون الاسلحة من ايران,ولكن هل وقفوا عند هذا الحد؟ بالطبع لا, ربما يتواجد خبراء ايرانيون على ارضهم لتطوير السلاح,ولكنهم اثبتوا انهم اهل لحمل السلاح للذود عن حماهم. صواريخهم البالستية وصلت غالبية مدن (الصهاينة) ضمن مساندتهم لغزة.
المؤكد ان محور المقاومة او ما يطلق عليه غربيا واتباعهم من الاعراب بمحور الشر او اذناب طهران, أو الهلال الشيعي, قد انهكته الحرب, حماس محاصرة, حزب الله ايضا, خاصة بعد سقوط النظام السوري, الفصائل الجهادية العراقية ايضا توقفت عن اسناد غزة لآنها في النهاية تتبع بشكل او باخر الحكومة العراقية التي تسعى الى التوازن بين مصالحا مع كل من ايران وامريكا.
لم يبقى الا اليمنيون في الساحة, الاعراب يسعون ظاهريا الى التهدئة مع كيان العدو لكنهم في الباطن يسعون جادين الى نزع سلاح المقاومة في القطاع ,غزة بدون سلاح وتسليمها على طبق من ذهب لسلطة رام الله, التي ما انفك رئيسها يصف اعمال حماس بالإجرامية بل اعتبرها مجموعة ارهابية ويتمنى ازالتها من الوجود أي رئيس هذا الذي يمنع المقاومين من ممارسة حقهم في الدفاع عن انفسهم وتحرير اراضيهم المحتلة وتلك التي يتم قضمها بإنشاء مستوطنات صهيونية؟ كيف لحركة فتح التي كانت تقوم بعمليات قتالية ضد الصهاينة ان ترضى لنفسها ان تتخلى عن البندقية وتهادن العدو ؟ترى هل حققت حركة فتح اية نتائج من خلال توقيعها اتفاقية اسلو؟.هل استردت أي شبر محتل؟,هل ارجعت أي مهجر الى قريته؟.
الامريكان والانجليز والصهاينة في ظل الخنوع العربي الرسمي استفردوا باليمن ,قاموا بمهاجمتها بمختلف انواع الاسلحة لكي يتم تطويعها, لكنها في كل مرة ترسل بمسيراتها وصواريخا الى قلب الارض المحتلة ليدب في قلوب الصهاينة الرعب ويفرون الى الملاجئ وتوقف حركة النقل الجوي في المطارات الصهيونية ,أي انهم لن ينعموا بالاستقرار والاطمئنان فوق تراب فلسطين, بينما الانظمة العربية المجاورة لفلسطين تتلقى الكلمات المذلة من ترامب على مرى ومشهد من العالم .
اليمنيون يهاجمون حاملات الطائرات الامريكية وبوارجها الحربية بالبحر الاحمر وهذه الاعمال البطولية الشجاعة لم يسبقهم اليها احد من الانظمة العربية التي تأتمر بأوامر امريكا او على الاقل تخافها وتسعى لمهادنتها خوفا على كراسيها.
الانظمة العربية تشتري بمليارات الدولارات, مختلف انواع الاسلحة الغربية, لانعاش اقتصادها وخفض نسب البطالة بها, بينما لم نسمع يوما انها استخدمتها ضد العدو الصهيوني منذ حرب 1973 التي كانت اخر حرب عربية ضد الصهاينة ,أي منذ نحو الخمسة عقود ,فمصيرها التخريد .
ترى ولأن السلاح يحتاج الى ايادي شجاعة لا ترتعش لحمله واستخدامه ,وفي ظل عمليات التطبيع مع الصهاينة وانتهاء حالة العداء ,ماذا لو قدمت الانظمة العربية جزءا من ترسانتها لليمنيين ولها نصيب من الاجر؟.
*ميلاد عمر المزوغي
كاتب ليبي