صيف وطني وتزامن تربوي يشكل مستقبل الأجيال.
إب نيوز ٩ إبريل
بقلم: محمد صالح حاتم
يتزامن هذا العام ثلاث محطات تربوية وتعليمية كبرى، في مشهد وطني نادر الحدوث، حيث تتقاطع زمنيا لتشكل معا نقطة تحول في مستقبل الأجيال.
هذه المحطات هي: انطلاق اختبارات الشهادتين الأساسية والثانوية، وبدء التنسيق والقبول في الجامعات، وتدشين المراكز والدورات الصيفية.
إنه تزامن غير عابر، يحمل في طياته أبعادا استراتيجية لصناعة الإنسان، والمساهمة الجادة في عملية البناء والتنمية.
مع مطلع الأسبوع، توجه أكثر من 510 آلاف طالب وطالبة إلى مراكز اختبارات الشهادتين الأساسية والثانوية.
وتمثل هذه المحطة نقطة فاصلة في حياة الطالب،
فالمرحلة الأساسية تحدد انتقاله إلى الثانوية، والثانوية ترسم ملامح مستقبله الجامعي والمهني.
هي لحظة تقييم لجهد عامٍ كامل، واختبار للإرادة والمثابرة، ومفتاح يفتح بوابات المستقبل أمام الطلاب.
أما المحطة الثانية، فهي بدء التنسيق والقبول في الجامعات الحكومية والأهلية، والتي تشكل منعطفا حاسما في مسار الطالب الأكاديمي.
في هذه المرحلة، يُتخذ القرار المصيري، أي تخصص سيلتحق به؟ وأي مجال سيخدم فيه وطنه؟
وهنا تبرز أهمية التوجيه الأكاديمي، والدعم الأسري، لمساعدة الطلاب على اتخاذ قرارات مدروسة تتماشى مع قدراتهم، ومع حاجات الوطن وسوق العمل.
أما المحطة الثالثة، فهي تدشين الدورات والمراكز الصيفية، التي لم تعد مجرد نشاط ترفيهي، بل تحوّلت إلى مشروع وطني تربوي لبناء الإنسان.
من خلالها يتلقى الطلاب:
المهارات الحياتية،القيم الإيمانية،الثقافة القرآنية،
والتحصين الفكري في مواجهة الحرب الناعمة، والإعلام الهدّام والمسلسلات الخليعة التي تسعى لتفكيك وعي الجيل.
إن تزامن هذه الأحداث الثلاثة في وقت واحد، ليس مجرد مصادفة، بل رسالةٌ وطنية واضحة بأن الجيل القادم في قلب أولويات الدولة والمجتمع.
وهي دعوة صادقة لكل بيت، ولكل مؤسسة، ولكل إعلامي، بأن يكون جزءا من هذه اللحظة المفصلية، لتحويل الزخم التربوي هذا إلى انطلاقة جماعية نحو مستقبل أفضل.
فبناء الأوطان لا يبدأ من السياسات فقط، بل من هذا الطالب الجالس على مقعد الامتحان، أو من يفتح استمارة التنسيق، أو يلتحق بدورة صيفية.
الاستثمار الحقيقي في الإنسان يبدأ من التعليم، والتربية، والوعي، وتلك هي الأعمدة الثلاثة التي انطلقت معًا هذا الصيف.
إنه صيفٌ وطني بامتياز، نعيد فيه ترتيب أولوياتنا، ونوجه فيه البوصلة نحو بناء جيلٍ واعٍ، متعلّم، متسلح بالقيم، والعلم، والثقافة القرآنية.