ولا عزاء في الباقين..! 

 

إب نيوز ١٠ إبريل

بقلم الشيخ /عبدالمنان السنبلي.

التحية لمعارضي النظام المصري..

في الداخل أو الخارج..

السياسيون منهم والمثقفون والإعلاميون والصحفيون واللاجئون، والمحكمون بالإعدام..

وحتى الإخوان..

يكرهون السيسي حتى العظم..

يرون في نظامه نظاماً غير شرعي..

ويعملون على اسقاطه..

لكنهم حين علموا بمخطط استهداف مصر..

حين أراد المجرم «ترامب» تهديد وابتزاز مصر، وحين قرر التطاول والإنتقاص من سيادتها، ماذا فعلوا..؟

وقفوا جميعاً، وقالوا بصوتٍ واحد: إلا مصر..

يعني: لم يهللوا له..

أو يصفقوا، أو يهتفوا بحياته..

لم يصفوه بالمخلِّص..

أو يسارعوا لعرض خدماتهم عليه..

أو يبدوا استعدادهم للتعاون والتحالف معه..

بل، العكس..

فمشكلتهم مع «نظام السيسي» وليست مع مصر..

هكذا يؤكدون..

فالتحية.. كل التحية لهم..

هل تعلمون متى يكون الإنسان في أحقر حالاته..؟

عندما يتعرض وطنه لمؤامرة أو عدوان أجنبي، فتراه يفرح ويستبشر ويبرر للعدو جرائمه لا لشيءٍ فقط سوى نكاية بخصم من الخصوم..

يرى العدو يستبيح وطنه..

يقصف حواضره، ويقتل الأبرياء والآمنين من أهله وشعبه، ومع ذلك، تجده لا يتورع لحظة عن المجاهرة بإعلان دعمه وتأييده لهذا العدو الأجنبي المجرم..!

وليس هذا فحسب، بل ويحلف الأيمان المغلظة عنه أنه ما استهدف أو أصاب إلا فلاناً وفلاناً من الخصوم..!

يظن أنه بذلك ينال من خصومه من أبناء وطنه،ويصفي حساباته معهم..!

والحقيقة أنه يُمكِّن العدو من تحقيق أهدافه..

ولا ينال، فقط، إلا من وطنه وشرفه وقيمه ـ إن كان لا يزال لديه أصلاً ذرة من قيم وأخلاق..

يكفي أن من بينهم اليوم من قد وصلت بهم الجرأة والوقاحة إلى أن يكتبوا المدائح في «ترامب» لدرجة أن أحدهم لم يتورع في أن يذيل اسمه بعبارة: رضي الله عنه..

فهل رأى التاريخ أحقر وأرخص من هؤلاء بشر..؟

لا أظن ذلك..

على أية حال،

التحية لمعارضي النظام المصري، وخصوصاً أولئك المحكومون بالإعدام الذين قالوا: إلا مصر..

والتحية، أيضاً، لكل من يـرى أن مصلحته قد التقـت، في لحظة استثنائية، مع مصلحة العدو الأجنبي، فيؤثر مصلحة وطنه على مصلحته وأهواءه..

ولا يقبل بالأجنبي..

أو يعمل معه..

أو ينخرط في صفوفه تحت أي ذريعة أو أي ظرف من الظروف..

التحية لهم..

ولا عزاء في الباقين..

#جبهة_القواصم

You might also like