الشرق الاوسط مابين الحروب التجارية والمفاوضات النووية، ما فوق الطاولة وما تحتها..!!

إب نيوز ١٢ إبريل

غيث العبيدي ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.

الرؤية الأمريكية المطروحة حالياً، السياسية والعسكرية والاقتصادية، فيما يخص منطقة الشرق الأوسط هي؛ صورة طويلة الأجل وشاملة الأهداف، والبعض من أهدافها محدد زمنياً مثل مفاوضة الجمهورية الإسلامية الإيرانية دبلوماسياً أو ضربها عسكرياً، ومتوافقة إلى حد كبير مع الرؤية الإسرائيلية في المنطقة، مع فارق بسيط جداً وهو؛ أن أمريكا قد تراعي فيها بعض التغييرات المهمة التي قد تحصل لاحقاً بالشرق الاوسط، بينما لا يحسب المسؤولين إلصهاينه لأي تغيير من شأنه أن يثنيهم عن خياراتهم الهجومية تجاه طهران أي حساب، ولا يلقون لها بال، وحتى إن فكروا فيها، لا يظنون أنها قد تؤثر عليهم، وقد وضع الامريكان لرؤياهم الإستراتيجية إطارها العام الذي حدد بالضبط ما تريد أمريكا تحقيقه في الشرق الأوسط، وقد لخصوها ب..

▪️ ما فوق الطاولة.

• ضرب الجمهورية الإسلامية الإيرانية عسكرياً«خيار اسرائيلي» أو مفاوضتها دبلوماسياً«خيار أمريكي»

• الحرب التجارية في الشرق الأوسط.

• محاربة اليمن والقضاء على جماعة أنصار الله الحوثيين.

• نزع أسلحة المقاومة في الشرق الأوسط.

• تحجيم الدور الإيراني في العراق.

▪️ ما تحت الطاولة.

🔸 الاعتراف بالدور الإقليمي الإيراني وإخراج اسرائيل من اللعبة.

غاية المفاوضات الدولية بين الأطراف المتصارعة تعني؛ التوصل إلى حلول مقبولة في بعض الملفات المعقدة، وأتفاق يسهم في تحقيق تسوية سياسية مرضي عنها من دون قتال، ولا تحدث إلا إذا كانت الأطراف تمتلك قوة متكافئة، وقدرة ذات تأثير فعال، وعواقب ممكن أن تحدث أثر سلبي قوي لا يمكن معالجتة بسهولة، بين الأطراف الدولية المتنازعة، وفي مثل الحالة «الإيرانية ـ الامريكية» الكابيتول الأمريكي وفريق مستشاري ترامب يرون أن أيران تمتلك تلك القدرة، حتى وأن كانت الوكالات الدولية للاعلام المرتبطة بواشنطن، تشير إلى غير ذلك، ولا تريد أمريكا الانتحار في المستنقع الإيراني، ولا تسمح لإسرائيل أن تدفعها لذلك، وأنه لم يعد لها مكان في لعبة المفاوضات، وبالتالي قرر ترامب إخراجها من دائرة القرار الأمريكي.

▪️ أرضاء الدولة العميقة في أمريكا، يلجم الأفواه الإسرائيلية.

🔸 الملف السوري والملف اللبناني.

نتيجة الانقلاب الجيوساسي، والذي حصل في سوريا ولبنان، وكواقع حال لا يمكن إلغائه أو نكرانه، أصبح لأمريكا نفوذ بنسب متقدمة جداً في كل من دمشق وبيروت، ولن يقل أو ينتهي حتى وان عاد لإيران نفوذ فيها، ولوجود مخاوف إسرائيلية من تعاظم النفوذ التركي في سوريا، مما قد يسبب لهم مخاطر تهدد الأمن القومي الإسرائيلي في المستقبل، لا تقل عن المخاطر الموجودة في حقبة سوريا الأسد، يسعى ترامب لوأده قبل أن يولد عن طريق تحجيم الدور التركي في سوريا قدر الاماكن، وأبعادها عن المناطق التي يراها ”النتن ياهو“ بأنها مصادر تهدد الأمن القومي الإسرائيلي، وإيكال مهمة ”دفن الخطر“ لإردوغان نفسة، تحديداً في الجنوب السوري، كرسالة للاطمئنان، يقدمها ترامب لإسرائيل، لزرع الثقة وعدم القلق في الحاضر والمستقبل، بين الجانبين التركي والاسرائيلي، وفي سياق الغزل السياسي بين ترامب وأردوغان مؤخراً هناك اشارة عميقة لإمكانية المشاركة الحقيقية بين الثالوث ”التركي ـ الأمريكي ـ الإسرائيلي“ في إدارة الملف السوري.

بينما في الملف اللبناني يرى ترامب أن شكل النظام السياسي الحالي في بيروت، يشجع على وضع لبنان تحت الوصاية الامريكية، وأحكام القبضة على الاقتصاد اللبناني بشكل كامل، مما يحدد قدرة الثنائي الشيعي في البرلمان اللبناني وأي قوى خارجية أخرى، لتمويل أنشطة حزب الله المناهضة لإسرائيل.

في الملفين السوري واللبناني، بالإضافة إلى بعض الملفات الأخرى، مثل الملف الفلسطيني، وملف شمال العراق، ”القواعد التركية“ والملف القطري والسعودي ” مبادرات السلام“ من الممكن أن يقدم ترامب هدايا يحلم الصهاينة في الحصول عليها، ومن شأنها أن ترضي الدولة العميقة في أمريكا، الموالية لإسرائيل والداعمه لها، وتلجم الأفواه الإسرائيلية الدافعة نحو الخيار العسكري بين أمريكا والجمهورية الإسلامية الإيرانية، لأوقات طويلة.

وبكيف الله.

You might also like