إيران الحلقة الاقوى أقليميا، تشتد لكن لا تستبق ولا تترك الذئب مع الأغنام …!!
إب نيوز ١٤ إبريل
غيث العبيدي.
في ظل ما متوفر من معطيات، يمكننا القول؛ أن الإستراتيجية في السياسية الإيرانية، وعلى مدى عقود خلت، أتسمت برؤية واضحة، وأهداف صريحة، على المستويات السياسية والميدانية والاقتصادية، لمواجهة كل أشكال الغطرسة الغربية «الأمريكية والإسرائيلية» بما فيها العربية المعادية لها في الشرق الأوسط، ساعدتها بأن تكون بالصورة التي نراها بها اليوم، قوية، شديدة، متماسكة، صابرة، لم تبني بنيانها على جرف هار، لديها القدرة على التحكم بقوتها الغاضبة، ودائماً مايكون ثباتها محمود.
فلم تكن في يوم من الايام مثل صلاح الدين الايوبي، عندما أهدى القدس على طبق من ذهب لليهود، ولا مثل صدام حسين، الذي ملأ رؤوس العرب بالسخافات والتفاهات والغرور، ومن أثاره قدوم جحافل الغربيين من كل فجآ عميق لأحتلال العراق والخليج الفارسي، وليتبادلوا قبل ذلك الهجمات الشرسة والغارات الانتقامية، التى أفرغت وابلآ من الصواريخ والقنابل على هامات ورؤوس العراقيين، ولا مثل أسامة بن ”لا دين“ والذي كان السبب الرئيسي في تحويل الشرق الأوسط لبركة من دماء المسلمين، فلم نراها تعمل الا لتقويض النفوذ الامريكي، والتمدد الإسرائيلي في الشرق الأوسط.
ومن أهم مساراتها السياسية، وخياراتها العسكرية، أنها ساهمت مساهمة فعلية في تعطيل المشاريع الأمريكية في عموم الشرق الأوسط، وبالأخص تلك الدول التي أرادتها أمريكا وحلفائها العرب أن تكون على غير ماهي عليه اليوم، مثل، العراق ولبنان وفلسطين واليمن وسوريا، قبل أن ترفع يدها عنها لتصبح قفر متوحش خالي من العدالة، وملعب سياسي بمستوىات متعددة ومعقدة تدار من خارج حدود الدولة السورية.
الخطة السياسية والأهداف الاستراتيجية والميدانية الايرانية، كانت ولا تزال على ذات الاستعداد والطموح والقوة، ولا يمكن أن تكون مجرد حالة أعتبارية، بقدر ماهي بالحقيقة أكثر تأثير وأشد فعالية، لدرجة أن لا أمريكا ولا غيرها ممكن أن يجبرها على تغيير أنماطها السياسية، وخطواتها الميدانية، وعلاقاتها الدولية، ومساراتها الأخرى، فكانت مفاوضاتها الحالية مع واشنطن ماهي الا أعتراف واضح وصريح من الأخيرة بأن أيران ما هي بالحقيقة الا ”الحلقة الاقوى“ في عموم الشرق الأوسط، وكرد أعتبار، وفرصة لإزالة آثار التهديدات النارية التي كان يطلقها ترامب ضد طهران بين الحين والآخر، ولك يسهل عليه الاندماج بين المجتمعات الامريكية، ما على واشنطن الا كتتاب مع طهران لا ضدها.
وبكيف الله.