“إن الله يحبهم ” عملية البنيان المرصوص
إب نيوز ٣٠ يناير
بقلم:هناء الوزير
بثبات المؤمنيين وعزم الصادقين ويقين المتقين تحرك الأبطال المجاهدين صوب نهم ليرد الله بهم كيد الخائنين وكبر الظالمين
هم الثلة الصادقة الذين أعاروا الله جماجمهم في عملية أحبها الله وأحب رجالها في اعلان صريح في سورة الصف ،بصوت لازال يتردد صداه على مدى 1400عام أن :
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ * إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ)سورة الصف 1 – 4
نعم هم المسبحون المنخرطون في مملكة الله مع كل خلقه وجنوده يسبحونه لايفترون ،وتسبح بنادقهم ،وتلهج بالدعاء بوعد الله جوارحهم (بنصر الله وإعلاء كلمته )رجال القول والفعل ،رجال تراصت قلوبهم قبل أقدامهم في خندق المواجهة بعد أن أقسموا يمينا صادقا لاتراجع فيه ولا حنث بأنهم على العهد وفاء لدماء الشهداء ،وانتصار للمستضعفين من النساء والرجال والولدان الذين لايستطيعون حيلة .
فأي صدق حملته قلوبهم ،وأطلع الله عليه فأثابهم به نصرا عظيما فاق كل طموحاتهم ،فزادهم به إيمانا إلى إيمانهم ،وكانوا بعين الله ورعايته
حين يضربون وحين حرروا 2500كيلو متر مربع فسدد ضربتهم ،وشد عروتهم فكانوا هم الغالبين
وإن جندنا لهم المنصورون
على مدى سنوات العدوان الخمس وكل معارك التصدي والمواجهة ،لم يحقق أبطال الجيش واللجان عملية حاسمة قاصمة ساحقة للعدو كما هي عمليات (البنيان المرصوص)
العملية التي ألحقت بالعدو وأذنابه ومرتزقته هزائم فضحت مدى خستهم ودناءتهم ،وحجم ذلهم وخوفهم وجبنهم أمام ضربات رجال الله الصادقين
فخابت آمالهم ومساعيهم حتى أتاهم اليقين أن صنعاء بعيدة ..والرياض أقرب .
تقهقر خيلاءهم 2500كم مربع للوراء ،فاطلقوا لأرجلهم العنان هربا واستسلاما مخلفين وراءهم الدبابات والعربات ومختلف وأحدث الأليات وضاقت عليهم الأرض بما رحبت فولوا مدبرين وضاق بهم أسيادهم فما لبث أن جاء بطيرانه ليقتص من خيباتهم وهزائمهم .
وباتت خيباتهم التي نسجتها مخيلتهم أوهن من بيت العنكبوت ..ولم تغن عنهم مدرعاتهم وآلياتهم وكل من حشدوا خلفهم _ولاحتى طائرات أسيادهم _من الله شيئا وكانوا هم الخاسرين
توالت الضربات تلاحقهم حتى تطهرت نهم .والجوف وغرب مأرب ،
أرادوا صنعاء فأراد الله نكالهم .
واندحرت الكتائب والألوية رغم كثافة العدة والعتاد ،وتم اقصاء أفشل قادة عرفهم التاريخ العسكري .
لم تكن النتائج التي أسفر ت عنها تصريحات لناطق الرسمي هي المفاجأة التي صعقت الأعداء وشفت قلوب المؤمنين -رغم ضخامتها -وتجاوزها كل التوقعات ،فما سكت عنه البيان أكبر بكثير مما صرح به ،و تأييدات الله الذي مازال يدافع عن المؤمنين ، وما زال يلقي في قلوبهم الثبات ويربط على قلوبهم ،وما زال في جعبة رجال الله من الضربات الحيدرية ماتنخلع له قلوب الطغاة والمستكبرين .فالحقوا الهزيمة بالعدو جملة وتفصيلا
خرج رجال الله وقد شدوا عروتهم بعروة الله الوثقى ،وهم يتلون قول الله تعالى ( (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ ۚ وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * ذَٰلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ * إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ۖ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۖ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ)فكان الله معهم ومن خلفهم تقف الأمهات والزوجات والأخوات باذلات بالدعاء والعمل ،شريكة فاعلة في رسم لوحة ثبات وعنفوان البنيان المرصوص .
لتأتي هذه العملية تتويجا لخمس سنوات من الصمود والثبات والتحدي كسرت قوى العدوان وأصبح مستوى قدرات الجيش واللجان تمثل رقما صعبا في معادلة الردع والمواجهة ،ومدى كفاءتها في إدارة المعركة .
كانت نهم ورقة التوت الأخيرة،فتضاريسها وجغرافيتها الوعرة أغرت العدو نظرا لسيطرته على مرتفعاته ،إضتفة للعمق الاستراتيجي والميداني الذي يسيطر عليه العدو باتجاه مأرب والصحراء ، فرمى فيها العدو بكل ثقله فخاب وخسر ،واندحر متقهقرا على أعقابه 2550 كم مربع بل وأكثر في ثلاثة محاور في نهم ومأرب والجوف ،وسقطت 3فيالق صرعى وقتلى ومصابون وأسرى ،وانهارت جبهاتهم قبل معنوياتهم وخرت صاعقة في غضون عشرة أيام
وانهار معها خط الدفاع الاستراتيجي لمأرب والجوف مشكلة ضغطا على مأرب التي باتت بين فكي كماشة ،بعد أن سحقت الارتال والجحافل تحت أقدام رجال الله .
ولم تنحصر الضربات في اطار الداخل فقط ،فقد نال العدو السعودي ضربات صاروخية بلغت 15 هدفا حيويا توزعت بين أرامكو ومطارات أبها وجيزان وخميس مشيط ،ضربات ألمح إليها نص البيان دون تفصيل أو تسريب مسبق ردا عادلا على كل الانتهاكات والجرائم .
وفيهامن العبرة والدروس مايجعل حماقات وخبالات العدو انتحار حقيقيا ،لتكون آخر عملياتهم إن كانوا يعقلون
ويجعل عمليات البنيان المرصوص التي جاءت ردا عليها نصرا حاسما.. والعاقبة للمتقين .
30 يناير 2020 م