درسٌ مخصوص في عملية البنيان المرصوص .
إب نيوز ٣٠ يناير
كتبت/بلقيس علي السلطان
التمكين في الأرض وعد الله للمؤمنين ، والنصر جائزة الله للمخلصين والصادقين ، والخذلان والهلاك دوماً مصير الظالمين والمعتدين ، ومهما كادوا كيدهم وسعوا سعيهم ومكروا مكرهم فإن الله هو خير الماكرين ، والله يحب من قاتل في سبيله صفا كالبنيان المرصوص ، وكذلك فعل المؤمنون الصادقون واعطوا درسًا مخصوص ، بأن أرض الأحرار عصية ، ومهما كانت قوتكم فإن سواعد المجاهدين عتية ، فحق النصر على المؤمنين ، وحقت الهزيمة للطغاة المستكبرين .
بعد أن ألقى الرئيس المشاط تحية السلام ، وتأمل من المتحالفين أن يردوا التحية بأحسن منها ؛ زادت غطرسة المستكبرين وظنوا أنها تحية استسلام وليست تحية سلام ، فخططوا لصنع الانتصار الذي حلموا به طيلة سنوات العدوان الماضية وهي دخول العاصمة والتي راهنوا عليها و دخلوا في أيام معدودة ولكن طال عليهم الأمد .
فحشدوا حشدهم وأعدوا خططهم وأرادوا اختراق الحزام الأمني للعاصمة صنعاء ولم يعلموا أن نفس البنيان المرصوص الذي منعهم في عملية نصر من الله ، هو نفس البنيان الذي رُصّ في نهم وصب عليه زبر التضحية والفداء ونفخ عليه روح الدفاع في سبيل الله وأفرغ عليهم من الله صبرا ، فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا .
هكذا تتوالى انتصارات المجاهدين من الجيش واللجان الشعبية البواسل ، وبالمقابل تتوالى هزائم وخسائر المتحالفين على اليمن ، وبعد أن رفضوا رد التحية أبت القوة الصاروخية إلا أن تسلم بصواريخها على قواعدهم وشركات نفطهم ومطاراتهم ، ولهم في سرائرها تحية أشد وأنكى ، ومن رفض أن يُلقيَّ السلام فلابد له أن يلقى عواقب غطرسته وتكبره .
يستمر الرجال الأحرار من المجاهدين في تلقين الدورس للعدو على مدى خمس سنوات مضت ، مفادها بأن اليمن مقبرة الغزاة ، وبأن الأرواح تهون في سبيل الله وفي سبيل الدفاع عن الوطن وحياضه ، وكان الدرس المخصوص في عملية البنيان المرصوص درساً هاماً مفاده بأن ليس كل صفقة ستكون رابحة ومن أغروكم ومدوا أياديهم بصفقة القرن ، هم نفسهم من أغروكم ومدوا أياديهم بصفقة اليمن ، وكما أن صفقة اليمن خاسرة وموجعة لكم ، كذلك ستكون صفقة القرن خاسرة وستكون وبالاً ولعنة عليكم ، وكما وليتم من نهم مدحورين صاغرين ستولون كذلك من كل الأراضي المحتلة صاغرين ومدحورين ولا بد من ذلك ولو بعد حين ، ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين .
.