غُروبها يُنسي أرق الحياة.
إب نيوز ٣٠ يناير
بقلم / ماريا الحُبيشي
هُناك يوم مُتعب ، وهُناك أوجاع تأكلنا من الداخل ، ولكن عند النظر إلى نعمة الله ، والذي تُذهلني كل يوم بغروبها هي الشمس ، كم أنتظر الساعة التي تأتي بفارغِ الصبر ، من أجل النظر لها وهي تغرب وجمال غروبها يشّع لي والكون كله بأمل .
إلهي ما أروعها ! وما أروع رحيلها عنا ! حتى برحيلها تعطينا الأمل والتفاءل ، إنه مهما صَعُبت الحياة لابد من راحةٍ وهدووء .
وإني أتغزل بها كل يومٍ ولي معها حكاية أشعر إني أنتمي لغروبها ، أشعر أنها تخبرني بشيئ عجزَ البشر عن فهمها .
وأحياناً نمرُ بعجزٍ داخلي من شدةِ الألم ، والحزن الذي فقدنا لذة الحياة ، ولكني أرى لي راحة ، عندما أصمت فأذهب إلى نافذتي التي تَطلُ على شروقها صباحاً ، وغروبها مساءً . فأنتظر الأمل الذي مرسوم لي بشُعاعِها الذي يُخبرني أن الحياة جميلة بالبصر والصمت .
فإني أنتظرها كل يوم ، ولا يمر علي يوماً بدون النظر لها ، وأخذ نفساً عميقاً ، وأبدأ أركز عليها ، وكأنها شخص حكيم يحدثني عن الحياة ، وكيف أتجبنها وكيف أصبر على مايصيبني .
نعم هي تتحدث عن الرحيل والوداع ، عندما تغرب ولكنّي أنظر لها بنظرةِ الحب ، والأمل والتفاءل ، ليومٍ جميلٍ ينتظرني بدون قلق ولا هم ، فهي تلمح لي أن الله هو من يقود أمورنا فلماذا الخوف من الحياة ؟ اعمل بصدق وضمير ولاتخاف ، فالله هو من يُعطي الخيرَ ويُعطي الشرَ ، لكي تكون الحياةُ قائمةً على العدلِ حتى بالشر والخير ، وماجاء شر إلا وبعده خير ، لكن بالصبر والتفاءل نصل إلى مانريد ، فهي تقول لي بنورها الذهبي أنها ماتعرف اليأس أبداً ، رُغم أن البشر يلومون حرارتها عليهم ، ولكن أن غابت تمنّوها لكي تدفئهم ، وتحميهم من البرد ، فهي لاتُرضي أحداً ، ولاتستجيب لأحد ، تعمل بصدق وتذهب بهدوء .
وهُنا أتفكر بنعمة الله وأحمده بكل قوة ، وعدم التذمُر مهما غابت ، أو من أجل البشر ينظروا إلى قيمتها إذا غابت يوماً .
فلهذا من قد أرهقته الحياة ؛ فلينظر إلى غروبِ الشمس ، بأخذ نفسٍ عميقاً وهدووء ، ويبدأ بالنظر لها حتى الرحيل .