بن جوريون، جولدامائير .. ناما قريري العين !
إب نيوز ٣٠ يناير
بقلم/ الشيخ عبدالمنان السُنبلي.
(لم أنم طوال الليل كنت خائفة من أن يدخل العرب إسرائيل افواجا من كل مكان، ولكن عندما اشرقت شمس اليوم التالي علمت ان باستطاعتنا ان نفعل أي شيء نريده، فَضَحِكْتُ بعدها)
هذا بالطبع ما قالته رئيسة وزراء إسرائيل (جولدامائير) عقب إحراق المسجد الأقصي على يد أحد المتطرفين اليهود في عام 1969 !
لا احدٌ يمكن أن يتصور ماذا يعني أن تضحك (مائير) لموقفٍ رأته من العرب ؟!
وفي اي زمن ؟! في زمنٍ أباطرة القومية العربية وعلى رأسهم الزعيم (ناصر)، ولك أن تتخيل كيف سيكون بها الحال لو أنها عاصرت دمى العرب وأصنامها المتحنطة والمقدسة اليوم ؟!
لن أبالغ إذا ما قلت أن عظام شدقيها ستتكسر من طول ما ستطلق لفمها العنان ضحكاً على أحوال العرب وما صاروا إليه من هوانٍ وتمزقٍ وضعفٍ وقلة غيرةٍ وحيلةٍ وحياء !
أما مؤسس إسرائيل -كما يصفه الصهاينة – (بن جوريون) وبعد أن أعلن قيام دولتهم وأصبح اول رئيس حكومةٍ لها في 1948 فإنه عندما كان يصل إلى مكتبه كل يوم، كان يحوم حول خارطة الشرق الأوسط ويقول “إننا نقطة صغيرة. كيف سنتمكن أن نحيا؟”. حتى انه قال ذات مرةٍ (لبار- زوهر) أنه لا ينام في الليالي بسبب هذه الخارطة – في إشارةٍ طبعاً إلى خريطة الوطن العربي الكبير وأنه كان يخشى ان تهاجمه الجيوش العربية مجتمعةً .
المفارقة العجيبة هي إنه (بن جوريون) وخلال هذه الليالي التي كان لا يتذوق طعم النوم فيها كان قد اتخذ قرار إنشاء مفاعلٍ نووي لإنتاج سلاح ردع قوي تحسباً لأي هجوم، بينما كان حكام العرب ومازالوا يمضون ذات الليالي إما غاصين في (العسل) أو متمترسين حول موائد القمار في أوروبا أو مشغولين بالتآمر على بعضهم البعض أو أو .. !
مساكين هؤلاء الصهاينة ! لقد كلفوا أنفسهم الكثير من الجهد والعناء والسهر وهم يعدون العدة ويتجهزون لمواجهة ما كانوا يعتقدون أنهم عربٌ أباةٌ لا يمكن لهم بأي حالٍ من الأحوال أن يتساهلوا أو يفرطوا بذرة ترابٍ واحدة من تراب فلسطين، بل أنهم في فترةٍ من الفترات كانوا يتحسبون ويتحسسون متى وفي أي لحظةٍ سيهاجمهم العرب ولذلك تجد أن حروبهم مع العرب كلها كانت إما حروباً استباقية أو احترازية ولم يسجل لنا التاريخ انهم خاضوا مع العرب حرباً دفاعية على الإطلاق، فالعرب للأسف الشديد لم يهاجموا يوماً إسرائيل أو يفكروا في ذلك على امتداد تاريخ ما عُرف بالصراع العربي الإسرائيلي، حتى في حرب اكتوبر 73، فقد كانت هذه الحرب بالنسبة للعرب مجرد حربٍ لمعالجة بعضٍ من آثار نكسة حزيران ليس إلا !
أما اليوم وقد تهافت العرب كالذباب على موائد (نتنياهو) وتنافسوا على مد جسور العلاقة مع إسرائيل والمجاهرة بها، بل أن البعض منهم قد ذهب أبعد من ذلك وأعلن بكل ثقةٍ تحالفه مع إسرائيل، فلا غرابة إذا ما أقدم الأمريكيون اليوم بكل وقاحةٍ وتبجحٍ – وسيتبعهم حتماً الكثيرون – على نقل سفارتهم إلى القدس واعترافهم بها كعاصمةٍ أبديةٍ لإسرائيل يتبعه تصفية القضية الفلسطينية نهائياً وذلك في إطار ما يسمى (بصفقة القرن) الذي تم الإعلان عنها مؤخراً وذلك لإدراكٍ منهم طبعاً أنه لم يعد يعارضهم أحدٌ من العرب وخاصةً أولئك الذين لم يترددوا مباشرةً في الترحيب والإشادة بها، إلا قليلٌ طبعاً ممن بقي على العهد وتيقن بالوعد، فقد انتعلوهم للأسف جميعاً ومضوا إلى حيث أرادوا وأراد بن جوريون وجولدا مائير من قبل، فسحقاً للعرب وقد فرطوا بالقدس وفلسطين وضيعوهما، تباً لهم، ولا نامت أعين الجبناء .
(جمعتكم مباركة)
#معركة_القواصم