عبدالباري عطوان: هل سيكون عام 2020 نهاية الحرب اليمنية؟ ولماذا شنت حركة “انصار الله” الحوثية هجوما على منشآت سعودية في الحد الجنوبي فجأة؟
هل سيكون عام 2020 نهاية الحرب اليمنية؟ ولماذا شنت حركة “انصار الله” الحوثية هجوما على منشآت سعودية في الحد الجنوبي فجأة؟ وما هو سر تقدمها في جبهتي نهم ومأرب؟ وماذا بقي من اتفاق ستوكهولهم؟
لا نستغرب، ولا نستبعد، ان يشهد العالم الحالي الجديد نهاية الحرب في اليمن، وانسحاب القوات السعودية والاماراتية بشكل نهائي مقرونا باعتراف بالفشل والتفاوض مع حركة “انصار الله” الحوثية وحلفائها على اتفاق سلام نهائي.
ففي ظل التقدم الكبير الذي تحققه قوات تحالف “انصار الله” في مأرب، بعد السيطرة على مديرية نهم بوابة صنعاء الشرقية، بات واضحا ان الحرب اليمنية تلفظ أنفاسها الأخيرة وربما لن تكمل عامها السابع، فاتفاق ستوكهولم انهار، او بات في غرفة العناية، المركزة في افضل التوصيفات، والتطورات الميدانية على الحدود السعودية اليمنية تؤكد بأن الحوثيين بات لهم اليد العليا.
بالأمس اعلن العقيد يحيى سريع، المتحدث باسم قوات انصار الله، ان حركته شنت هجمات مكثفة بالصواريخ والطائرات المسيرة على اهداف في جنوب المملكة من بينها منشآة لشركة أرامكو في جيزان، ومطارات ابها وجيزان وقاعدة خميس مشيط العسكرية، وارفق تصريحاته هذه بصور وفيديوهات، ولم يصدر أي نفي من الجانب السعودي حتى كتابة هذه السطور.
هذه الهجمات وحسب العميد سريع “جاءت ردا على التصعيد الجوي للعدوان السعودي خلال المعارك الأخيرة في شرق وشمال صنعاء”، ويبدو ان هذا التكتيك العسكري، أي الرد على الهجمات السعودية بقصف اهداف ومنشآت في جنوب المملكة بدأ يعطي ثماره ميدانيا وسياسيا ومعنويا.
لا نجادل مطلقا بأن حركة “انصار الله” تحظى بدعم عسكري من ايران، والحوثيون لا ينفون هذه الحقيقة، ويؤكدون انهم باتوا جزءا اصيلا من محور المقاومة، وهذا لا يعيبهم مطلقا، اذا كان الطرف الآخر يعقد صفقات أسلحة أمريكية بمئات المليارات من الدولارات، ويستقبل حوالي 3000 جندي امريكي ومعداتهم المتقدمة لحماية المنشآت النفطية في ابقيق وخريس، ويدفع مليار دولار لتغطية النفقات، فلا حماية مجانية عند دونالد ترامب.
عندما تعلن الحكومة السودانية الجديدة عن سحب 10 آلاف مقاتل سوداني، يشاركون في حرب اليمن، وتخطط لسحب خمسة آلاف آخرين في الأشهر المقبلة تخفيضا للخسائر، وتقلص دولة الامارات وجود قواتها بشكل متسارع وتفتح حوارا مع ايران لتجنيب مدنها واراضيها أي هجمات صاروخية مماثلة لتلك التي استهدفت عصب الصناعة النفطية السعودية في ابقيق وفشل الأنظمة الدفاعة الامريكية الصنع في التصدي لها، فان هذا يعني ان نهاية الحرب مكتوبة على الحائط، وان البحث جار حاليا عن مخرج سريع من هذه الحرب، وهو مخرج ستملي حركة “انصار الله” معظم شروطه ان لم يكن كلها، والله اعلم، وما علينا الا الانتظار.
“راي اليوم”