علمتنا الجبهات …

إب نيوز ٣١ يناير
عفاف محمد

بين اليوم والأخر تبهرنا المدرسة الجهادية ،لما تغدق به علينا من دروس ثمينة ، تنال من أنفسنا منال عميق ومؤثر، فنرتقي وأنفسنا ،لحد الخشوع، وحد التشبع، وحد التسليم…
أجل الخشوع..لله و التسبيح له في ملكه ،على ذاك التأييد الإلهي، الذي يمد به المجاهد، الذي يسيره كبرياءه، وعنفوانه، صوب المجهول ،صوب تلقي أحدث الأسلحة تطورا بصدراً مكشوف، لا واقي له إلا إياه سبحانه وتعالى الذي يشمله بألطافه …
وحد التشبع …الإيماني الذي يجعل من المجاهد روح إيمانية، تبحر في لجة الزهد ،والورع، والتقى ،فما نزق الشباب بمعتريهم ،ولا ترف الحياة بمغريهم ..
جادوا بسخاء يفي بأنهم وصلوا لحد التقزز من زخرف الدنياء ،وتشبعت أرواحهم إيمان …
وحد التسليم بإن النصر والشهادة هما حلان أساسيان لا بديل لهما، واطلقوا العنان لأجسادهم ،وأرواحهم، صوب نيل إحدهما، يحركهم حبهم لله الذي أختاروا، التجارة الرابحة معه،و النخوة والحمية والغيرة تحكرهم ..

اليوم نتعلم منهم الدرس تلو الدرس، نرى طلتهم البهية من خلال مشاهد الإعلام الحربي، فنعظم من شأنهم، ونغبطهم فتلك المنزلة التي وصولها، لم نرتقي لها بعد .
من محياهم يطل نوراً تنشرح له صدورنا ،نفخر بهم ونختال زهواً ببطولاتهم،وإنتصاراتهم المبهرة ..وتشرئب أعناقنا ،ونحن نعيش المجد الذي أوصلونا إليه ..
كم هم عظماء ،وكم هي الكلمات خجلى في حضرتهم..
اي وصف بطولي قد ينصفهم ،وهم يتمترسون في مواقعهم وكأنهم في قلعة الأسود الحصينة
تعلمنا منهم الكثير،يزمجرون ويرهبون العدو ،
صرنا نستخف بضجيج أرواحنا، الذي كان يأزمنا، وبتنا نقول لأنفسنا مابالنا نطمح لبيت ،او سيارة ،او سلطة، او مجد ؟!
او اي حلم من أحلام الدنياء الفانية ؟! مابالنا نراقب حال فلان وعلان ؟! ولا نراقب الله في أنفسنا.. من نكون نحن أمام هؤلاء العظماء الفائزين الذين فترت أحلامنا تلك في حضرتهم، وهيبتهم فماجدوى الحياة وبهرجها، أمام أنفسهم الخيرة والمعطاءة والطيعة .
تعلمنا من منهم كيف قمة البذل ،و قمة العطاء، والسخاء والتضحية ..
تعلمنا ان لا نترقب للأفق البعيد البراق الذي تطمس معه هويتنا وإنتمائنا …

اليوم المشاهد المختزلة تجرنا نحو موجات عدة ويكتنفنا الأنبهار، وتعترينا الدهشة، وتتمازج بداخلنا عاطفة وجدانية تترجم لحظات إنسانية عميقة الأثر ،تحفها المبادئ والقيم السامية.

نتطلع في الجبهات لعلاقة المجاهدين ببعض، نتطلع للإيثار، للإخلاص، والأستبسال، وامور عديدة نخجل امامها ،
فمن مثل بساطتهم في التعامل، و همتهم العالية، و إصرارهم العجيب للأستمرار رغم الاخطار المحفوفة،
عندما نتأمل ملامحهم يصلنا ذاك الشعاع المنعكس من انفسهم ، يشدنا موقف لحافي قدمين أغبر اشعث، وآخر يقتحم موقع بأبسط الإمكانات، وتالي يحرق إبرمز بولاعة ،وغيره يحمل جريح على كتفه ويعدو مسرعاً وسط زخات من الرصاص،
وما خفي كان اعظم ..

مدرسة الجهاد ما تفتك تعلمنا دروس إيمانية ودروس إنسانية لا نمل منها ونتخذها نهج نتبع خطاه …
ويكثر الحديث دون الوصول الى الغاية لذا سأكتفي بكتابة

سلام الله على مجاهدينا وشهدائنا الف سلام من نتنسم الحرية بنضالهم وتعرضهم للأهوال الشداد.

You might also like