خمس سنوات في خمسة أيام .
إب نيوز ٣١ يناير
د. أسماء الشهاري
في كل مرة يثبت الجيش اليمني ولجانه الشعبية أن كل ما قام ويقوم به تحالف سبعة عشر دولة وأكثر ما هو إلا إهدار للمال والوقت والجهد ليس إلا، فما صرف عليه التحالف مليارات الدولارات فيما يقارب الخمس سنوات، يمكن لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية استعادته في خمسة أيام وبأقل الإمكانيات.
ومن غير أبطال الأساطير وصُناع المجد والمكرمات بإمكانه أن يطوي مئات الكيلومترات طولًا وعرضًا في الجبال الشاهقة والصحاري والسهول والمنحدرات، ليأتي بعرش بلقيس من قلب مارب في لمح البصر أو هو أقرب، مقارنةً بكل التحديات أو التفاصيل الأشبه بالمعجزات.
ولنا أن نتخيل أن الملائكة لم تكن تقاتل معهم فحسب بل حتى الأفلاك والسبع السماوات، فهكذا يكون نصر الله وتأييده لأوليائه شيءٌ لا تصفه الأقلام ولا تستطيع أن تعبر عنه اللغات.
ها هم يعودون في كل مرة بنصرٍ يبهت الأعداء ويبهر الأصدقاء ويحبس أنفاس العالم، ليُعيد ضبط توقيته في كل مرة على موعد بيان الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية، فعاصمة العواصم صنعاء قد باتت قِبلةُ العشق لكل هواة الحرية والكرامة في العالم وهي مدرسةٌ شامخةٌ لكلّ الأُباة.
وبقدر حجم العملية تكون التداعيات على جميع المستويات الداخلية والخارجية، فليس هناك متسع من الوقت أمام التحالف ومرتزقته للتباكي على ما حصل رغم هوله وقساوته والذي نزل عليهم كصاعقةٍ لا تزال تهوي بهم في هوةٍ لا قعر لها فأنّى لهم من بأس المستضعفين السلامة والنجاة، فالوتيرة سريعة ومتتابعة، لا تكاد تسمح لأحد بأن يلتقط أنفاسه وبالأخص الصهاينة والمتصهينين الذين يعلمون ويدركون النتائج الحتمية والمنتظرة لهذه التطورات العظيمة والهائلة في القدرات العسكرية اليمنية سواءً ما كان منها في الجانب التصنيعي أو الحرفي والنوعي والتكتيكي، فجميعها قدرات نامية ومتنامية وفي تعاظم مستمر يكاد أن يلتقي عمّا قريب مع نظيره في محور المقاومة العربية والإسلامية ليسلب النوم من أعين العملاء المنافقين قبل أن يسلب أرواحهم وأرواح المعتدين الغاصبين من الصهاينة المجرمين.
إذاً فقد دخلت آلاف الآليات والمدرعات والمزنجرات صنعاء هذه المرة بعد عشرات المحاولات منذ بداية العدوان والتي يتم الإعداد لها على مدار أشهر وسنوات وحشد عشرات الكتائب والألوية والآلاف من الجنود والآليات، بيد أن من يقودها هم من أبطال الجيش اليمني ولجانه الشعبية كما يقودون الآلاف من الأسرى بعد ما قتلوا أمثالهم وسمحوا بالفرار للمئات، فهم من أقسموا أن صنعاء بعيدة وموصدة في وجه كل غازٍ وعميل، وكيف لمن قال بأن الرياض قريبة قولًا وفعلًا ولقنها دروسًا لن تنسى بالصواريخ والمُسيّرات وهو يقود وينفذ عمليات شاسعة تُذهل القلوب والألباب ميدانيًا في عملية#البنيان_المرصوص أن يغفل عن تحرير شبرٍ من أرضه لا يزال تحت وطأة المحتلين والغزاة، أو أن يتمكن من في العالم أجمع مهما مكروا وحشدوا وتآمروا أن يحرفوه عن بوصلته وقضيته الأساسية وأولى اهتماماته وهو من لا يزال يفديها بدمه مع كل طلقة وتقدمٍ في الميدان، وهو من دفع أثمانًا غالية نتيجةً لموقفه منها فأتاه العالم بعدته وعتاده وجحافله منذ بداية العدوان، لكنه لا يفتأ يصرخ في كل وقتٍ وأوان بأن “هيهات منا الذلة والهوان”، ومع أحرار المقاومة ومقاومة الأحرار إلى صلاةٍ في القدس فقد حان موعدها الآن.