صفعةُ ويقضةُ
إب نيوز ١ نوفمبر
كتبت / الطاف المناري
—————————————————
ماهي صفقة ترامب ، وهل ستبصر النور؟؟
وما هي خيارات الشعوب في المواجهة ؟
هل توفّق ترامب في توقيت إعلان الصفعة هو وأذياله ؟
صفقة بهلواني البيت الأبيض أو بالأصح صفعة ترامب هي صفعة كبيرة للعرب ، صفعة ظهرَ من خلالها المتأسلمون في صورة العار في المنامة ، هي صفقة جعلت من الفلسطينين سُجناء غُرباء في وطنهم تحت رحمة الإسرائيلي ، وقيّدتهم في أرضهم وسلبتهُم حريّتهم وحُرمتهم من قطف ثِمار زيتونهم .
صفقةُ ترامب أعطت اليهود شرعية سرقة حق الغير ، والعيش في أرض ليست أرضهم ، أعطت الحق ممن يملك لمن لا يستحق ، أعطت اليهود الحق في أخذ مايشاؤون من أرض العرب ، إنه عطاء كبير جاء بفضلِ حُكّام العرب ، عطاء لمن لا يقنع ولو أُعْطي الأرض بما فيها.
الصفقةُ ضمنت استمرار السيطرة الإسرائيلية على معظم الضُفّة الغربية ، التي احتلتها إسرائيل في عام 1967، وضم الكُتل الاستيطانية الضخمة فيها إلى دولة إسرائيل ، وبقاء مدينة القدس موّحدة وتحت السيادة الإسرائيلية.
وتشملُ الصفقةُ إنشاء صندوق استثمار إقتصادي للشعب الفلسطيني والدول المجاورة… فكيف للعقل العربي أن يطمع في هذا وأن يُصدّق يهود معروفون بكذبهم وخداعهم ؟!
كيف يُمكن تمر عليه هذه الخدعة ؟!وقد أنزل عليه قرآن بلغته يقول ((مايودُّ الذين كفروا أن يُنَزّل عليكم خير من ربكم)) !!؟
كيف للفلسطينيين أن يقبلوا بمبادرة ترفض أي عودة للاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم ، وإسقاط أي مطالب بالتعويض ، عن أي سلام يتحدث ترامب ؟!!
هل السلام أن يُجهر أهل الأرض ويحل بدلهم يهود أنجاس ؟!
هل السلام ياعِربان الخليج هو سلب الأرض والحرية من الفلسطينيين ؟؟
هل بيع القدس الشريف سلام أيُّها الماجنون؟؟
كلا بل هو استسلام ودليل على أن الذلة والمسكنة قد طُبعت على قلوبكم ، فصفعات ترامب لم تزدكم إلا استحماراً وقُبح … إنكم والله عاراً على العرب .
إنها حماقات وتوقيتها كان حُمقاً أكبر ، ولو أنه قد يبدو للبعض أنهم قد وقفوا في التوقيت ، ومنهم ترامب ونتنياهو ، حيث يُعاني الأول من إجراءات الفصل ، والثاني مُطارد من العدالة في بلده ، ولكنهم في الحقيقة لم يتوفقوا ، فمن يراهنون عليهم يبحثون عن مخرج من الوحل اليمني الذي أُقحموا فيه ، وربما أن الصفعات الباليستية في آمكو ومطارات أبها وجيزان ، وخميس مشيط ، والمعارك الذي لم تكن في حُسبان الأمريكيين والسعوديين ، هي من جعلت ترامب يستعجل في إعلانها ؛ لأن ضرع البقرة الحلوب كاد ينضب ، ونهاية يدهم العميلة في الخليج قربت على أيدي أحفاد الأشتر ، لقد تورط ترامب مرتين الأولى بقتل سليماني ، فالثأر الإيراني لم ينتهِ والدم السليماني مازال حاضراً في أحرار المقاومة ، والثانية بشنّ الحرب على اليمن ، فالمعارك في اليمن لصالح الأنصار ، وأهدافه أصبحت في مهبّ الريح ، فالحرب على اليمن والعراق وسوريا ؛ جعلت الشعوب في صحوة تجاه مُخططات الأعداء وصفقته ، يقظة في الحقيقة ،
وصدق الشهيد القائد حين قال : “عندما تكون في ميدان المواجهة مع أعداء الله يتحركوا هم ليخدموك من حيث لا يشعرون ”
فهاهي صفقة ترامب تُعيد القضية الفلسطينية إلى الواجهة بعد أن كادت تكون طي النسيان ، وتوقظ الشعوب من سباتها الذي طال دهراً ، وتُحرِّك الدماء المتجمدة في أوردةِ العرب .
وعلى الشعوب إتخاذ خيارات حاسمة تجاه الأمريكيين ولا تكتفي بالمسيرات والتنديدات ، بل يجب على كل الشعوب المواجهة العملية ، والعمل على إيقاف كل الشراكات ، والمعاهدة الأمريكية في المنطقة ، ومقاطعة البضائع الأمريكية والخليجية أيضاً فهذا أضعف الإيمان .
ويجب أن تتوحد الشعوب في الكلمة والموقف ، فقد حان لرايات النصر أن تُضلّل سماء العرب ، وجاء الوقت المناسب لاجتثاث اليهود من أرض العرب.