البنيان المرصوص اعجاز إلاهي وتأييد رباني (الحلقة الأولى )
إب نيوز ٢ فبراير
بقلم/ منير اسماعيل الشامي
بعد جهود شاقة ومضنية من المسح الميداني لجبال نهم وسفوحها والدراسة الدقيقة لمرتفعاتها ومنخفضاتها، وتضاريسها، وممراتها، والبحث عن البدائل وتقييمها واحدا تلو آخر اكملوا دراستهم وانتهوا من تخطيطهم، حددوا اماكن المعسكرات ومتطلباتها، وقوامها قواتها ونوعية اسلحتها وانطلقوا لتنفيذ دراستهم على الميدان فشقوا الطرق وفي كل معسكر وحصنوه من كل التجاه، وحفروا الخنادق والمتارس وأسسوا المواقع والمنشأت وتحركوا لإعداد العدة الكاملة عددا وعتادا لسبعة عشر لواء، خلال خمسة اعوام وهم يبنوها ويعدوا قواتها تدريبا وتسليحا وتأهيلا، استعدادا لساعة الصفر لإقتحام العاصمة صنعاء.
دراسة دقيقة شاملة لإسقاط صنعاء شارك فيها قيادات حربية وأكاديميات عسكرية متخصصة امريكية وبريطانية، وقيادات سعودية واماراتية ومن المرتزقة.
فحشدوا ما يزيد عن خمسة واربعين الف مقاتل موزعين على سبعة عشر لواء، وما إن انتهوا واصبحت عدتهم جاهزة وعتادهم كاملة ، زادوا تدعيم هذه الألوية بعشرين كتيبة وزعوها عليها حسب الخطة واعلنوا ساعة الصفر وصدرت التوجيهات للقوة العسكرية بالتحرك لتنفيذ اكبر عملية زحف في تاريخ العدوان وسحق كل ما تقابل في طريقها.
تحركوا وقد تعاظم العجب في نفوسهم حتى بلغ منتهاه، وانتفخت نفوسهم زهوا بكثرتهم وصوت الشيطان ، يتردد صداه في نفس كل واحد منهم لا غالب لكم اليوم وإني جار لكم
تحركوا وكل واحدٍ منهم شارد الفكر تسبقه الأماني وتسبح به الاحلام النرجسية بغنائم صنعاء وغوانيها التي ابيحت لهم وزين لهم الشيطان سوء أعمالهم فأضلهم وأعمى ابصارهم.
وفي المقابل كان رجال الله وانصاره الذين لا يتجاوز عددهم ٥٪ من عدد هذه الجحافل، ولا تزيد عدتهم عن ١٪ من عتادهم يرقبون تحركهم ويرصدون وجهتهم كما ترصد النسور حركة صيدها الثمين، وتترقب فريستها المنشودة من كل اتجاه، قد توكلوا على ربهم وباعوا الله ارواحهم واستعدوا لمواجهة هذا الجيش العرمرمي بقلة عددهم وعتادهم وتوزعوا وفق خطة محكمة وتوزيع دقيق والهدوء يعم حولهم والسكينة تتغشاهم، والطمأنينة تملأ صدورهم والثقة بربهم تفيض بها قلوبهم .
وما أن اصبحت قوات العدوان في مخنق كماشتهم إلا وتحركوا من ثلاث جبهات متباعدة في مسارات محدده ليشكلوا بقلتهم كماشة فولاذية لا تذيبها النيران ولا تخدشها القذائف فأطبقوا عليهم، من كل اتجاه، وقطعوا عليهم خطوط الامداد وافقدوهم أي أمل بالنجاة
حينها تراءات الفئتان فنكص الشيطان على عقبيه وقال لحشده إني بريء منكم إني ارى ما لا ترون إني اخاف الله والله شديد العقاب حينها فاقوا من سكرة احلامهم الإجرامية ، ولم يشعروا بانفسهم إلا وقد اصبحوا سجناء في آلياتهم وقد ضاقت عليهم الارض بما رحبت وعجزوا عن الفرار فاكتشفوا أن ما كانوا يظنون فيه قوتهم قد أنقلب فزاد ضعفهم وصار سجونا وفاقمت من عجزهم ليقروا ويتيقنوا بنهايتهم المخزية .