رجل من الماضي يسأل عنا!

إب نيوز ٢ فبراير

عبدالملك سام

خطرت لي فكرة غريبة وخيالية ألا وهي ماذا سيحدث لو أن أحد الأجداد تمكن من عبور فجوة في الزمن ليأتي إلى زمننا الحالي؟! ترى ماذا ستكون اراؤه عنا وأنطباعته؟! طبعا هي فكرة خيالية، ولكني أشعر بالفضول لمعرفة رأيه لعدة أسباب ومنها أني أشعر بالأسف لما وصل أليه بعض اليمنيين في عصرنا الحاضر، دعونا نناقش بعض النقاط لنصل إلى الهدف من هذا المقال التخيلي..

السعودية.. جدي منذ الأزل يعرف من هي السعودية، ومنذ نشأتها أقترنت هذه الدولة بمذهب جديد كانت أهم سماته هي تكفير الناس جميعا، ولم يعرف جدي أحدا قتل المسلمين بوحشيه كما فعل هؤلاء.. كان جدي يستغرب من الأخبار التي ترد من نجد وإن رأى أن الكثير منها فيه شيء من المبالغة، فعقل جدي لم يكن يصدق أن هناك من يقول لا إله إلا الله ويرتكب هذه الفضائع كلها.. ومع الأيام عرف جدي أن هناك الكثير مما يقال صحيح خاصة بعد تفشي الوهابية إلى مناطق عدة في الجزيرة العربية تحت سطوة السلاح والتوحش الذي جذب اليه الكثيرين من قطاع الطرق وشذاذ الآفاق.. كان الغدر والسلب والنهب يسحق كل من يرفض أن يخضع لآل سعود الذي وصل شرهم إلى مناطق شتى، وكما يبدو أن هناك من يتكفل بدعم هؤلاء بشكل سخي جدا، ولكن من؟!! وقد أندهش جدي لما أخبرته عن بريطانيا، لأنه لم يستوعب كيف يمكن لمسلم ان يوالي نصراني!

المرتزقة.. جدي يمسك ذقنه كناية عن العيب ويقول: “يا حمي الدقون”.. غير مصدق أن يكون هناك يمني واحد يمكن أن يفعل ما يفعله المرتزقة اليوم، وهو يصرخ ويتسائل: ليش؟! وكيف؟! جدي غير مصدق أنه يوجد يمني من بلاد الحكمة والإيمان يمكن أن يضع يده في أيدي النظام السعودي المارق، ويؤكد أنهم عرفوا هذا النظام المعتدي وخبروه عدة مرات، فهو نظام كاذب ولا يحمل شرف وأخلاق وقيم العرب الأصيلة.. وكان مما أدهشه هو ان هؤلاء الذين تحالفوا معه ضد أبناء بلدهم لم تتم معاملتهم كأنداد، بل أن النظام السعودي يعاملهم كعبيد، وهم يطيعوه ليكونوا على شاكلته رغم موروثهم المشرف، فهاهم يغدرون ويكذبون وينهبون ويقتلون ويفجرون! وفي الأخير يتذللون له كي يعطيهم القليل مقابل كل ما خسروه من قيمهم ورجولتهم والدماء اليمنية التي اراقوها!! والأدهى عندما سمع جدي عن قادة المرتزقة المكبلين في الرياض! ولك ان تتخيل ماذا يمكن ان يقول عنهم!

الجنوب.. لا يمكن لجدي أو أي يمني عاش في عصره أن يتخيل أن هناك من لا يفتخر بأصله وأنتسابه لليمن.. لقد حكى لي جدي عن السلاطين وأعتدادهم بتاريخهم، وتحدث عن الخلافات طبعا التي كانت تحصل والتي كانت مهما تصاعدت لا يمكن أن تصل لدرجة أن ينكر أحدهم أصله الذي يعتبره أصل كل ماهو عربي على وجه الأرض.. وعندما سألته عن الإمارات رأيته يضيق عينيه في محاولة الفهم، وحاولت أن أحدثه بما اعلم من تاريخ الإمارات القليل ولكنه أكد لي أنه لا يوجد شيء في التاريخ أسمه الإمارات! طبعا أشفقت عليه من أن اخبره بما تفعله هذه الدويلة المستحدثه من نهب للتاريخ والجزر وأستعباد لليمنيين في المناطق الجنوبية.. هل يمكنك أن تتخيل ماذا يمكن أن يحدث له لو عرف كل ما يحدث؟!

جدي قبل أن يعود قال لي “ويل لشعب يأكل مما لا يزرع ويلبس مما لا يصنع”، وأرضنا طيبة كما قال.. جدي أكد لي أن هويتنا مفخرة لنا ولابد أن نبني انفسنا على أساس من القيم والاخلاق التي تحلى بها اليمانيون الأنصار، وأن إيمان اليمنيين بالرسالة المحمدية جاء بسرعة لأن الدين الإسلامي الحنيف كان متوافقا مع أخلاقهم وتقاليدهم.. جدي أيضا كان يقول أن اليمن هي بلد المدد لعون كل أبناء الأمة المحمدية، كما اكد أن بذرتنا طيبة ولابد لنا أن نعود كما كنا وكما قال الله عنا خير أمة أخرجت للناس.. جدي لم يكترث باليهود والصهاينة وقال أنه طالما ونحن متمسكين بديننا وهويتنا فهؤلاء لن يصمدوا أمامنا لان الله قد ضرب عليهم الذلة والمسكنة إلى يوم يبعثون، المهم ان نعود لأصالتنا ونتحد جميعا.. وقبل أن يرحل كان جدي مبتسما، وكان آخر ما قاله: حان الوقت لتعودوا يا أنصار الله، اليمن في أعناقكم، فلترجعوه من جديد كما كان “اليمن السعيد”.. على فكرة جدي أعجبته زوامل عيسى الليث..

You might also like