من محورِ مقاومة إلى أُمّةٍ مقاومة .
إب نيوز ٣ فبراير
بقلم/ أم زكريا الكبسي
ومع تسارع الأحداث وتطوّرها بشكل سريع ومُلفت ، منذ مطلع العام الحالي والذي بدأ بارتكاب أمريكا حماقتها التاريخية باستهدافها الشهيدين القائدين سليماني والمهندس ورفاقهما ، ومع موجة الصخب والغضب لهذه الجريمة ، والتي أشعلت جذوة العداء ضد أمريكا في قلوب كل أحرار العالم ، وماتلاه من رد خاطف للحرس الثوري الإيراني بعملية عين الأسد ، التي استهدفت أكبر قاعدة أمريكية في العراق ، والتهديدات القوية التي أطلقتها إيران لمواجهة أي محاولة أمريكية للرد عليها ، والانكسار الأمريكي والعجز الواضح أمام تلك التهديدات .
بالإضافة إلى التصريحات التي أطلقها مسؤولون إيرانيين ، بأن استشهاد القائدان سليماني والمهندس هو بداية النهاية للوجود الأمريكي في المنطقة .
كما أن ظهور تلك اللوحة العظيمة التي رسمها الشعب العراقي في مليونية كُبرى ، جمعت كل أطياف وطوائف الشعب العراقي في استفتاء شعبي ووطني حر ؛ لرفض التواجد الأمريكي في العراق كانت رسالة قوية بعثها العراقيون للنظام الأمريكي والعالم أن لا مستقبل لأمريكا في العراق .
وماتم مؤخراً بالإعلان عن صفقة القرن أو صفقة ترامب والمسرحية الهزلية لبيع ماتبقى من أرض فلسطين ، وتهويد القدس ، ومصادرة حقوق الفلسطينيين في العودة ، وجعل القُدس عاصمة للكيان الصهيوني وما رافق هذا الإعلان من رفض وسخط وغضب كبير من كل الشعوب الحرة في العالم ودول المقاومة والمُمانعة للمشروع الأمريكي وأدواته في المنطقة ، والتي أعلنت رفضها للصفقة واستنكارها وإدانتها للأنظمة العربية العميلة ، التي باركت هذه الصفقة المشؤومة واعتبرها تسوية مناسبة وصفقة سلام .
ومع التوقف عند خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي عليه السلام ، الذي تحدّث فيه عن موقفنا كشعبٍ مقاوم في مواجهة قوى الاستكبار العالمي بكل الإمكانات المشروعة ، كون أمريكا هي من تعادي الشعب اليمني ، وتعتدي عليه وهي من تخطط وتدبّر لكل الجرائم التي حدثت وتحدث في اليمن والمنطقة بشكل عام .
وتستهدف الأُمّة الإسلامية في أفرادها ومُقدّساتها وقيمها الدينية ، وتأكيد القائد أن مواجهتنا لأمريكا وأدواتها هو حق مشروع لنا بالدفاع عن أنفسنا ومُقدّاستنا وأُمّتنا .
كما وأن الدعوة التي أطلقها السيد القائد لتتوحد الأمة في مواجهة هذا الخطر الكبير ، هي دعوة مهمة للغاية ينبغي الإشارة إليها والتركيز عليها كمطلب وغاية لكل شعوب الأمة ومع تفاقم الأوضاع ، وتزايد الخطر المحدق بأُمّتنا ، وإعلان صفقة ترامب ؛ فإن هذا هو أنسب وقت وأعظم فرصة بأن تتجه الأمة الإسلامية للوحدة ، ونبذ التفرقة وإصلاح وتجاوز كل الخلافات السياسية وغيرها والالتفات للقضية المركزية ، وتركيز كل الجهود لمواجهة الخطر ، والتحديات في معركتنا مع قوى الاستكبار العالمي أمريكا وإسرائيل .
القضية واحدة ، والقادة عظماء من أهل الولاية لله ورسوله ولأهل بيته عليهم السلام .
والشعوب حرة وأبيّة ، والعدوّ واحد ، ومواجهته بكل الوسائل أصبح أمراً لازماً ولابد منه ، فلماذا لا نصطف جميعاً وراء هذا المشروع العظيم ، والقضية العادلة لنوحّد أمتنا ؟؟!!
فدعوة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي للأمة أن تتوحّد ،
تُعدّ من أولى خطوات النهوض بأمتنا جميعا ؛ لنتمكن من التخلص من الهيمنة الأمريكية وعلى جميع شعوب الأُمّة وخاصة شعوب المقاومة أن تجعل هذا مطلباً شعبياً عاماً ، ولتتحرك الحكومات والأنظمة العربية والإسلامية الحرة لرصّ الصفوف والتوحّد في أُمّة مقاومة .