كافة الكليات ومراكز التدريب والدراسات العسكرية ستعجز عن فك شيفرة عملية “البنيان المرصوص”
إب نيوز ٦ فبراير
*عدنان علامه
*إستعرضنا سوياً في المقال السابق نبذة عن البيان الرسمي لعملية “البيان المرصوص”، عديد الكتيبة واللواء وعن غرفة العمليات العسكرية. ونتابع سوياً مراحل التحضير والتنفيذ لهذه العملية النوعية.
*فتنفيذ أي عملية عسكرية يستلزم توفر معلومات حديثة عن الهدف عبر عمليات الرصد، المراقبة والإستطلاع الميداني بواسطة عناصر الرصد والإستطلاع وعبر الطيران المسير وعبر التنصت على أجهزة الإتصال وعبر المواطنين الذين يرفضون تواجد أي محتل أجنبي على أرضهم. فترفع التقارير إلى بنك المعلومات لتحديثها. وقد سجل تعزيزات غير عادية على جبهة نهم في الأسابيع الأخيرة. ولدى تقييم المعلومات تم التوصل إلى الإستنتاج بأن العدو يحضر لشن عدوان واسع على صنعاء. وجاء القرار بالهجوم على نهم لأن الهجوم على العدو في أماكن تمركزه هو أفضل وسائل الدفاع مستفيدين من عامل المباغتة الذي سيساهم في إنهيار العدو. فبدأ الإعداد للهجوم الصامت الَمباغت بسرية تامة لأن لمرتزقة تحالف العدوان يرصدون كل حركة في صنعاء ومحيطها بسبب وجودهم أعلى جبل المنارة شرقي صنعاء والذي يرتفع مسافة 2390 متراً عن سطح البحر وهذا يعطي العدو أفضلية لهم في حال نفذت قوات الإحتلال عدوانها. أو إذ هاجم رجال الله مواقع الإحتلال.
*إن تضاريس الأرض الوعرة الجرداء الكثيرة التباب والمترامية الأطراف؛ فرضت وضع تفاصيل خطة الهجوم التي تعتمد على العنصر البشري مع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة. وكانت الخطة مقسمة على عدة مراحل ليتم إشراك الآليات في المراحل القادمة. لذا كانت المرحلة الأولى تتركز على إسقاط الخطوط الدفاعية الأولى على إمتداد الجبهة وتحرير جبل لمنارة وبذلك تنهار الخطوط الأمامية كلياً وبنفس الوقت يتم إستهداف مراكز الإسناد للمواقع الأمامية.
*ويأتي هنا دور غرفة العمليات الإستراتيجي التي كان لها الدور الأساسي في تحقيق النصر الميداني من الناحية المادية. فإدارة المعارك على مساحة تقدر ب 2500 كلم٢ ليست شيئاً سهلاً فهي تطلب جهداً كبيراً. وقد إستطاعت غرفة العمليات إستبعاد تدخل كافة أنواع الطائرات في المعركة لأنها أمرت باستهداف شركة أرامكو في جيزان ومطارات أبها وجيزان وقاعدة خميس مشيط وأهدافا حساسة في العمق السعودي بعدد كبير من الصواريخ والطائرات المسيرة فور التدخل. وفهمت قيادة تحالف العدوان الرسالة.فأوقفت فوراً كافة الطلعات الجوية.
*وتم إستهداف نقاط المراقبة في جبل المنارة بكافة أنواع الأسلحة المباشرة(كورنيت، مدافع 106ملم وآل B10) ومدافع الهاون عيار 120 ملم. وأكملت قوات الإقتحام الخاصة مهمة تحرير جبل المنارة حيث حفر المرتزفة خنادق إلتفافية حول الجبل وعلى عدة جلال لمنع إحتلال قمته. وتم تحرير جبل المنارة. وبدأت أخبار سقوط الجبل تنتقل إنتقال النار في الهشيم في أوساط المرتزقة الذين بدأوا يفرون على غير هدى تاركين آلياتهم ومدرعاتهم على جانب الطريق. وقد نسقت غرفة العمليات مع رجال الله لتكثيف الضغط من فكي الكماشة والسماح لمن يريد الفرار بإتجاه مأرب.
*وكان دور الإعلام الحربي مميزاً في توثيق مراحل العمليات وخاصة دقة إصابات الآليات والدشم والمتارس بالإضافة إلى توثيق معاملة الأسرى بالحسنى. كما أن توثيق الإعلام الحربي فرار المرتزقة بأعداد كبيرة جداً. ومعاملة الأسرى بشكل إنساني ساهم مساهمة فعالة في تحطيم الروح المعنوية للمرتزقة.
*وقد لاحظ المراقبون قلة عدد أفراد رجال الله مقارنة بعدد الأولوية والكتائب التي أعلن عنها العميد سريع. فرجال الله في الميدان ينتظرون بفارغ الصبر النصر الآلهي الموعود. ويطبقون قول الإمام علي عليه السلام في كافة معاركهم :–
*“تَزُولُ الْجِبَالُ وَلاَ تَزُلْ! عَضَّ عَلَى نَاجِذِكَ. أََعِرِ اللهَ جُمجُمَتَكَ، تِدْ في الْأًَرْضِ قَدَمَكَ، إِرْمِ بِِبَصَرِكَ أَقْصَى الْقَوْمِ، وَغُضَّ بَصَرَكَ ، وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مِنْ عِنْدِ اللهِ سُبْحَانَهُ”.
*أثبت قادة غرفة العمليات تفوقهم وتميزهم في” إدارة الميدان” خلال تنفيذ مراحل عمليات” البنيان المرصرص” في بيئة جغرافية جرداء ذات طبيعة جبلية وعرة المسالك وحققوا نصراً إستثنائياً ومميزاً استغرق 5 أيام لتحرير أكثر من 2500 كلم٢ ودحر أكثر من 17 لواءاً و20 كتيبة واغتنام عتادها بالكامل. وستبقى شيفرة عملية “البنيان المرصوص” لغزاً لن يستطيع كبار القادة والخبراء العسكريين عن عن حله.
*قال الله سبحانه وتعالى:– {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ }.
*وقال :– {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.
*فالنصر حليف دائم لرجال الله في الميدان
*وإن غداً لناظره قريب