الإرهاب الأمريكي يترنح.. وقريبا سيسقط !!

 

إب نيوز ٦ فبراير
عبدالملك سام

أنشأت الولايات المتحدة ما يسمى محكمة نورمبيرغ عقب الحرب العالمية الثانية لتشريع محاكمة النازيين، هذه المحكمة لم تختلف كثيرا عن تلك التي أنشأتها اوروبا او ما كان يطلق عليه محاكم التفتيش في العصور الوسطى، حيث كان يكفي أن يكون شكلك غريبا او انك تملك تيسا أسود ليتم أحراقك في الميادين بتهمة السحر! وإن حاولت الولايات المتحدة هذه المرة أن تجري المحاكمات بصورة تظهر أنها عادلة، فتعدم من تشاء وتعفو عمن تشاء بحسب ما يقدمه المتهمون من معلومات تفيد الطرف المنتصر في الحرب..

كان من أهم مبادئ محكمة نورمبيرغ هو مبدأ الجريمة العالمية الذي يشير أن المتهم ليس مسؤولا عما فعله فقط، بل أنه مسؤول عن تبعات الغزو الذي قام به الألمان لأي دولة أخرى، وبهذا ضمن الأمريكيون أنه لن ينجو أي نازي من الأعدام مهما كان منصبه.. بعد أن أكملت المحكمة مهمتها تم أستخدام هذه المبادئ بشكل انتقائي في عدة قضايا دولية، ولكن للأسف لم يشمل هذا مسؤولية الولايات المتحدة عن غزوها لبلدان أخرى، كما أن الولايات المتحدة كانت تستخدم “الفيتو” ضد أي قرار يلزمها بتطبيق هذا المبدأ كما حدث في العراق ودول امريكا اللاتينية.

وكما يقال فأن لكل مقام مقال.. أستحدثت امريكا مصطلحات لكل مرحلة من مراحل هيمنتها على العالم، وكان مصطلح الحرب على الأرهاب هو مصطلح المرحلة الجديدة التي كان من أهم سماتها هو الأحتلال المباشر للدول العربية والإسلامية، ولذلك كانت تحتاج لمبرر يربط ما بين المسلمين وبين مصطلح الأرهاب، وكان هذا المبرر هو أحداث الحادي عشر من سبتمبر او ما سمي حادث البرجين، وكلنا نعرف ما قيل في هذه الحادثة المدبرة ولا داعي للتكرار هنا.

لقد أثيرت الكثير من الانتقادات لمصطلح الأرهاب من جهات عدة، حيث تم تعمد ترك هذا المصطلح فضفاضا ليشمل أي دولة تخرج عن طوع النظام الأمريكي، وكما قال جورج بوش في حينه: من لم يكن معنا فهو ضدنا.. كانت الاطراف المشاركة للولايات المتحدة في حربها على ما سمي بالإرهاب كثيرة، ومع مرور الأعوام بدأ العدد يقل بعد أن تكشفت حقيقة الأمر، فالولايات المتحدة نهبت الكثير من الاموال وقتلت الكثير من البشر وأحتلت الكثير من الأرض! أما من شاركها فقد خرج خاسرا يضرب كفا بكف كما حصل مع فرنسا وغيرها..

أما نحن في الوطن العربي فكانت حالنا مأساوية، كانت الأنظمة خاضعة ومستسلمة لما يجري، فقد تمت موافقة أمريكا على كل شيء، ولم تسلم هذه الدول من عملية الأبتزاز ونهب الثروات لتمويل حرب أمريكا ضدنا! وحتى الآن ما نزال ندفع ثمن هذا الموقف المخزي وما زال السيف الأمريكي مسلطا على رقاب هذه الانظمة التي لم يشفع لها كل هذا الأستسلام، وهكذا وصلنا لمرحلة الربيع العربي ومرورا بأنتشار حرب الوكالة عبر داعش وغيرها وصولا لأنتشار حمى التطبيع وأنتهاء بصفقة القرن!

وحده محور المقاومة هو ما عرقل هذا المخطط الشيطاني، وأنطلاقا من لبنان ثم ظهور المسيرة القرآنية في اليمن ومن ثم سقوط غزو سويا وأخيرا تحرك العراق وإيران والتي مثلت سدا منيعا أمام اكمال هذا المخطط، خاصة بعد سقوط مشروع نهظة الأخوان الذي ظهر أنه قوي في أي مكان إلا أذا كان الخصم أمريكا! لذلك أصبح الجميع يتطلعون لمحور المقاومة كمشروع يتوقف على نجاحه الكثير من النتائج المهمة ليس أقلها أيقاف التسلط الأمريكي على المنطقة، فالجميع دون أستثناء تضرروا من هذا الصلف الأمريكي بمن فيهم تلك الانظمة التي تحالفت معه ورضيت بخيانة شعوبها، كما أن محور المقاومة رد الاعتبار للأمة بأكملها بعد أن كانت الشعوب جميعا تنظر لنا بأحتقار وتوجس مما وصلنا له..

يحق لنا أن نفخر بهذا المحور الذي بدد أوهام أمريكا وإسرائيل في السيطرة على ثروات وبلاد ومصير هذه الشعوب، وجدد الأمل بعد أسقاط أوهام الوهابية وجماعات التكفير وكل الأدوات المنافقة، وبنى قوة مهابة من الصفر وبأمكانيات ذاتية بعد التخلص من عقدة النقص، وبدأ بضرب مشاريع الاحتلال في منطقتنا بما يهدد مشروع إسرائيل وأحتلال المقدسات، ومثل نقطة أنطلاق لتعاون هذه الدول المستهدفة بعد أن كان أجتماعها ضربا من المستحيل، وكانت البداية في سقوط هيبة إسرائيل في لبنان، ثم أنكسار مشروع داعش في سوريا والعراق، وسقوط أنظمة العمالة السعودية والإمارات في اليمن، والقادم أعظم بأذن الله..

You might also like