أنا وأبن عمي على … المعتدي طبعا!
إب نيوز ١٢ فبراير
عبدالملك سام
في البداية يقوم (فلان) بقتل (علان) غيلة، ويكون السبب احيانا مرتبط بالظلم، ولكن الشيطان يقوم هنا بأهم دور في القضية، وعلى خطى قصة هابيل وقابيل تحدث الفاجعة، ويفر (فلان) تاركا (علان) مضرجا بالدماء.. أما ما يحدث بعد هذا فهي المأساة؛ حيث يقوم ذوو (علان) بقتل أشخاص من ذوي (فلان) لأنهم بحثوا عن القاتل ولم يجدوه، وتسفك المزيد من الدماء البريئة لعدة سنوات قد تصل لعشرات السنين!
الجديد في الموضوع أن العدوان لا يفرق بين ذوي (فلان) ولا ذوي (علان)، فكلهم يمنيون بنظره ويستحقون الحرق، تأتي طائرات العدوان وآلاته الحربية لتحصد أكبر عدد من رجال ونساء وأطفال وشيوخ اليمن، سواء عليهم اكانوا في المستشفى أم في المدرسة أم في البيت ام في السوق أو حتى في المقابر! صواريخ العدوان تحاول أن تحصد أكبر عدد ممكن من اليمنيين، بعضها ينفجر لحظتها والبعض الآخر يزرع الموت على صورة قنابل عنقودية وأخرى بيولوجية تهدف لتسميم البشر والحجر.. أنها حرب أبادة بمعنى الكلمة، وللأسف تتم بمساعدة بعض الخونة من اليمنيين!
هذا العدوان جعل الكثيرين يعيدون التفكير في أولوياتهم، فتفكروا في فائدة أستمرار دائرة الثأر التي لا تنتهي في ظل وجود عدوان يحصد رؤوس الجميع دون تمييز! وهذا ما دفع الكثير منهم لتحكيم لغة العقل والمنطق، وهو ما احسنت القيادة الرشيدة في البلد أستغلاله عبر دعوة كل أبناء القبائل اليمنية لتوحيد الصف ونبذ الخلافات، وقد ترجم هذا التوجه عبر الكثير من التفاهمات التي ساهمت في حل المشاكل وحقن الدماء وأنهاء بعض القضايا التي مر عليها عقود من الزمن، خاصة تلك التي كان يعمل نظام العمالة البائد على تأجيجها..
رغم هذه الجهود الكبيرة فأنا ارى انها لا تحظى باهتمام لائق بها عبر وسائل الإعلام، خاصة وقد وجدنا أثر هذا العمل يتم ترجمته بشكل عظيم ومدهش في بعض الجبهات عندما نرى مجاهدين يقاتلان جنبا إلى جنب في ذات المترس رغم أن قبيلتيهما كانتا تتقاتلان فيما بينهما منذ سنين طويلة، واسألوا المجاهدين عن هذه الحالات وستجدون قصصا رائعة تحكي عن هذا الأمر عندما يفدي أحد المجاهدين الآخر رغم ما كان من خلاف، فيصبحان بنعمة الله أخوانا متحابين ورفاق درب، يدافعان عن بلدهم ويحمون أبناء شعبهم معا.. أنها صورة عظيمة لشعب عظيم كشعبنا اليمني.
أما اولئك الذين يقومون بالوساطات هذه فأنهم يستحقون منا الشكر والثناء لما يقومون به من جهد عظيم، خاصة في تلك القضايا التي أستفحلت لعقود وادت إلى خسارة كبيرة في الأرواح والممتلكات. نحن أذ نعبر لهم عن سعادتنا وأمتناننا بهذا العمل العظيم، ايضا فنحن نشد على أيديهم لبذل مزيد من هذه الجهود التي تساهم في توحيد الصف وبث روح الأخاء والأستقرار وبالتالي تقوية الجبهات وتهيئة الأجواء لبناء البلد الذي نحلم به.. فشكرا لكل من بذل الجهد وصدق في النصح وجمع اليمنيين على الخير.