السلطة الرابعة ودورها في الرقابة والبناء .
إب نيوز ١٣ فبراير
بقلم /محمد صالح حاتم.
يراد بالسلطة الرابعه الأعلام بكافه اشكاله وانواعه من صحافه وقنوات تلفزيونيه واذاعات،ومايقوم به من دور الرقيب والناقل للحقيقة والكاشف للمخططات والناقد لمؤسسات المجتمع والدوله وممارسات وسياسات الانظمة الحاكمه،بهدف التقويم والتسديد والبناء ووصفت بالرابعه لأنها تأتي بعد السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية .
فيجب تعزيز دور الاعلام ليقوم بدوره الوطني والمهني في خلق بيئة للحوار العام في القضايا المختلفه وايجاد حلول لها، فالاعلام كماهو معروف سلاح ذو حدين، فهو اداة لبناء مجتمع واعي متسلح بالثقافه المجتمعية والوطنية ومحافظ على القيم والأخلاق ونشر ثقافه المحبه والتسامح والسلام ،وهو كذلك معول للهدم ونشر الرذيلة وتدمير القيم والاخلاق في المجتمع ونشر ثقافه الكراهية والطائفية والمذهبية، وبما أن السلطة الرابعه هي مراقب وناقد وناقل للحقيقه في نفس الوقت ،فأن عليها ان تقوم بواجبها بمايخدم المجتمع ويصلح الاعوجاج ويصحح الاخطاء التي تقوم بها الدول ومؤسساتها والسياسات التي تتبعها هذه الدول سواء ًالاخطاء والسياسات الداخلية او السياسات الخارجية.
فالاعلام يعزز الديمقراطية وحقوق الانسان ويعمل على مكافحة الفساد والقضاء عليه سواء ًالفساد الأداري والمالي في اجهزة ومؤسسات الدوله،او الفساد الاخلاق والمجتمعي، كما أن الاعلام يقوم برفع مستوى الوعي المجتمعي وخلق رآي عام مساند وداعم لتوجهات البناء والتنمية ،وترسيخ مبداء الولاء والأنتماء للوطن وقيادته وواجب الدفاع عنه وحمايته من الاخطار .
فالاعلام الحر هو الاعلام الذي يعمل بمهنية وامانه بعيدا ًعن العصبية والكراهية، ويقوم بنقل الحقيقة بعيدا ًعن الكذب والتظليل والتزييف،فالاعلامي الحر هو الذي ينقل الخبر بأمانه وحيادية، والكاتب والصحفي الحر والشريف هو الذي يكتب بكل امانه واخلاص للمهنه التي امتهنها فلايسخر قلمة لتنفيذ سياسة الحزب الفلاني او المسؤل الفلاني او يكتب مايمليه عليه ارباب السياسه وبما يتوائم ويتواكب مع سياسة الصحيفة او الجريده مقابل حصوله على المال .
فالاعلام كونه سلطة رقابية تراقب اعمال وسياسة الدوله ومؤسساتها فأن عليه ان يكون رقيب وعون في نفس الوقت من خلال كشف المشكله والخطاء وتشخيصها تشخيصا ًصحيحا وكذا تقديم الحلول لهذه المشكله، لا أن يكون تناوله لموضوع ما بغرض التشهير والبلبله واحداث ضجه داخل المجتمع وضد الدوله ومؤسساتها،وكذا الامانه والمسؤولية والمهنية تحتم على الاعلاميين والصحفيين والكتاب ان لايكونوا عونا ًللعدو ومنفذين لمخططاته ومشاريعه التي تستهدف المجتمع،ومروجين لسياسته ومبشرين لمشاريعه العدوانية ،وكذا ان لا يكونوا منافقين من خلال تلميع الحكام والمسؤولين وسياستهم ،فالاعلام هو من صنع الحكام المستبدين والمتسلطين وجعل منهم ملائكة ارسلهم الله لهذا الشعب او ذاك، وأن لابديل لهم ولايوجد غيرهم يستطيع او يستحق الحكم.
واليوم ونحن نعيش عصر النهضة والطفره العلمية والتقدم التكنولوجي ومنهافي مجال الاعلام بانواعه الصحافه والاذاعة والتلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي فأن دور الأعلام دور كبير في البناء والتقدم ونشر الوعي المجتمعي والولاء الوطني وفي محاربه الفساد المالي والاداري والاخلاقي وكذا في التصدي للمشاريع الخارجية والثقافة الهدامه الدخيله على مجتمعاتنا،وذلك من خلال تفعيل عمله كسلطة رابعة رقابية على السياسات والممارسات الخاطئة للأنظمة والتي تعمل على تنفيذ مخططات ومشاريع الاعداء الخارجية.