لقَدْ منَّ اللّهُ علينَا إذ بعثَ فينَا الزهراء .
إب نيوز ١٤ فبراير
*أُخت الشهيد المعبوش
عن بضعةِ المختار أكتبُ مقالتي، وبطيب عشقها أنسجُ عباراتي، ومن فضائلها أقتبس اختياراتي، وإليكم أوجّه كتابتي.
لنرسوا معًا على شاطئ الطُهر والعفاف، ولنتوقّف قليلًا مع سيرة الطاهرة التقيّة النقيّة، أصل المبادئ ومنبع الفضيلة، صاحبة القيم العظيمة والنبيلة. عن أم أبيها أتحدث: فاطمةَ البتولُ الزهراء، من تجسّدت فيها كل المبادئ الراقية والسامية ..
فهي الإبنة لنبي والزوجة لوصي والأُم للعظماء، سيّدا شباب أهل الجنّة .. نورٌ لا ينطفئ، وعطرٌ لا تزولُ رائحته، وأخلاقٌ لا يعلوها الغبار، ومبادئٌ لا اعوجاجٌ فيها
هي القدوةُ والأُسوةُ لكلِّ امرأةٍ مُسلمةٍ مؤمنةٍ تدين بالولاء لآل البيت عليهمُ السلام. عاشت حياتها قويّةً ثابتةً معطاءة، وكللّت مسيرتها بالصدق والطُهر والعفاف وحُسن الخُلق، فـ لعظيم أخلاقها لقّبها رسول الله بـ “أُمِّ أبيها” ؛ لأنه كان يراها لشخصهِ كالأم تحنّ على ابنها.
كانت نعم المرأة المؤمنة، عابدةً زاهدة، صابرةً مُجاهدة، مساندةً لأبيها حتّى نزل أمرُ زواجها من السماء لتُكمل حياتها النورانية الدينية والجهادية مع باب مدينةِ علمِ المصطفى “علي بن أبي طالب”
وهناك أثبتت ما معنى أن تكون ربّة بيت، ترجمت واقعها وتواجدها فيه: بقوة الإيمان وعظمة الشأن، بالبذل والعطاء، بالجود والسخاء، بالرحمة وبالإيثار .! ولعظمتها تلك وبلوغها أعلى مراتب سُلّمِ الكمال اختارها الله لتكون سيدة نساء العالمين.
إذًا، ما أحوجنا إلى العودة لحقل أخلاقها وعفتها وطهارتها، إلى حشمتها لاسيما في هذا الظرف الذي أرادوا لنا الغرب_كأمة مؤمنة_الانحراف والانجرار نحو مخططاتهم وأفعالهم القذرة بطريقةٍ أو بأُخرى. علمنا أم لم نعلم. عملوا جاهدين على انتزاع هويتنا الإيمانية وتمكّنوا من توفير كل الوسائلِ المُتاحة التي منْ خلالِها يستطيعون أن ينتزعوا هويّتنا فعلاً، فهي رسالة لكلِّ امرأةٍ تقتدي بالرضيّة المرضْيّة أن تجعل من هذه الذكرى العظيمة محطةً تتزوّد منها الأخلاق العالية والقيم السامية والمبادئ العظيمة .. وكم نحتاج إلى روحها وشخصها عليها السلام؛ لنتصدى “للحرب الناعمة” التي اجتاحت مجتمعنا الإسلامي. ولا يكون هذا إلا بالاهتداء بخُطاها واقتفاءِ أثرها
فماذا عسى الحبرُ يكتبُ في حُسنِها وفضلِها وخُلقِها.!
مهما جُمّعِت الحروف، ولُملمِتْ الكلِمات، لتُجمع في عبارات ومن بعدها في كُتبٍ ومُجلّدات لم ولن توفيها حقّها، فهي الخير الذي لا نهايةَ له.