المرأة بين ما يريده الله وما يريده أولياء الشيطان مقارنة في سطور..

ِ

إب نيوز ١٤ فبراير
#سعاد_الشامي
#جهاد_اليماني

استخلف الله الأنسان على الأرض؛ لعمارتها وإقامة حدود الحق والعدل… وتقوم مهمة الاستخلاف على كاهل الرجل والمرأة معاً؛ فكلاهما قد مُنحا نعمة العقل الذي يُعد مناط التكليف قال تعالى:((فاستجابَ لهم ربّهم أنّي لا أضيع عملَ عاملٍ منكم من ذكرٍ أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأُوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرنَّ عنهم سيئاتهم ولأدخلنَّهم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار ثواباً من عند الله واللهُ عندهُ حُسن الثواب))
في هذه الآية الكريمة يتجلى بوضوح أن المرأة شريكة الرجل في كل الميادين والمجالات ….

والعلاقة بين الرجل والمرأة علاقة إنسجامٍ وتكامل لا تسلطٍ وتصادم…
ولتستقيم مسيرة حياة الإنسان على الأرض أوضح الله له الطريقين وهداه النجدين وبين له صراط الهداية المستقيم الواحد المتمثل في صراط أنبيائهَ وأوليائه ورسله ؛مقابل ذلك أوضح سُبل الغواية والضلال المتعددة والمتمثلة في سُبل الشيطان وأوليائه
قال تعالى :((وإن هذا صراطيَ مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرّقَ بكم عن سبيله…))

ويقول جل وعلا:
( واللهُ يريدُ أن يتوبَ عليكم ويريدُ الذين يتّبعونَ الشّهواتِ أن تَميلوا ميلاً عظيماً )

واصطفى الله عزوجل من بني البشر القدوة والنموذج الذي يجسّد صراط الله المستقيم عملياً فللرجال قدواتٌ ونماذج وللمرأه قدواتٌ ونماذج وقد ميَّز الله القدوة والأسوة بكل معاني الكمال والجلال والقداسة والسمو الفكري والروحي والوجداني والأخلاقي
وتعدّ الزهراء سيدة نساء العالمين_سلام الله عليها_ ذلك القدوة والأسوة والنموذج الإلهي المتكامل …
وفي ذكرى ولادتها _سلام الله عليها_نقف في هذه السطور بين ما يريده الله عزوجل للمرأة من سموٍ وارتقاء…. وما يريدهُ لها أولياء الشيطان من سقوطٍ وزيغٍ وانحراف…في كل النواحي والمجالات..

روحياً وعاطفياً: يريد اللهُ عزوجل للمرأة روحاٌ صافية ونفساً زاكية ومشاعر سامية وقلباً مضيئاً بحبهِ وحبِّ أوليائه؛
‏فالقلب ساحة مقدسة خُلق لأجل حب الله تعالى
‏فلا تُشتّت قلبها في البحث عن حُبٍّ وأمان وكمال عند غير الله فلن تجد ..
فينبغي عليها أن تبني علاقتها مع الله على أساس التعلق به في كل شؤون حياتها فالتعلق الحقيقي لا يصلح إلا لله
‏فتُحب الآخرين لله
‏وفي الله
‏ولأجل إرضاء الله… وتبني علاقتها مع محارمها على أساس الحب والأخلاص لا على أساس التعلق فكل هزيمة وكل إحباط وكل انكسار؛ نتيجة حتمية للتعلق بغير الله…

بالمقابل يريد لها أولياء الشيطان الخواء الروحي والفراغ العاطفي والتشتت الذهني والتوهان الفكري… ولتحقيق ما يريدون
استهدفوا نقاء قلبها وزكاء نفسها وطُهر مشاعرها؛
من خلال هجمتهم الشرسة وغزوهم الفكري والثقافي وحربهم الأخلاقية المدمرة…

نفسيا: يريد لها الله أن تحافظ على سمو وطهارة وزكاء نفسها بالإبتعاد عن كل ما يلوثها ويضرب فطرتها النقية الصافية؛ فالنفس الإنسانية تتأثر بالمؤثرات الخارجية (سمعية بصرية) وكل ما كانت هذه المؤثرات مضبوطة بضابط الدين والشرع والأخلاق كلما زكت النفس وطهرت وسمت وارتقت…

ويريد لها أولياء الشيطان نفسا مدنسة منحطة فيستهدفون زكاء النفس وفطرتها السليمة بما يبثون عبر وسائلهم الهدامة المتعددة من سموم وما يستخدمون من خطوات شيطانية خبيثة ماكرة.. .

فكريا: يريد الله لها أن تكون سامية الغايات شريفة المقاصد عالية المرامي تسمو بأفكارها وترتقي بأهدافها؛ فلا تقتصر على نفسها وحسب بل تتعدى أمتها الأسلامية وعالمها الإنساني..
فحين منحها الله العقل والإدراك والمواهب والقدرات لم يمنحها عبثاً!! وكان لزاما عليها أن تستثمر تلك الطاقات وتنتج وتبدع وتحدد وجهتها وتقضي وقتها فيما يحقق تلك الأهداف العظيمة والمقاصد السامية…
.
ويريد لها أولياء الشيطان أن تتقزم في أهدافها
وأن تفكر بمنطقة الدماغ السفلية؛ فتصب اهتمامها في ملاحقة المسلسلات الهدامة والاغاني الماجنة والرقصات المائعة التي تجعلها في عالم غرائزيا حيواني
يريدون لها أن تشغل فكرها وتقضي وقتها بمتابعه آخر صيحة من صيحات الموضة في الملابس وصبغات الشعر والعدسات اللاصقة وكيف يمكنها أن تحصل على شعر أشقر وأظافر طويلة وكيف تنعّم بشرتها وتتغنج في مشيتها
وكيف تنغم صوتها ومامقدار ماحفظته من مفردات الهاي والباي و
وبليز و وثانك وووو..

أخلاقيا: يريد لها الله عز وجل أن تكوت قدسية المشاعر حلوة الشمائل كريمة الأخلاق عذبة السجايا…تنسكب حياء وعفة.. وتتدفق صدقاً ووفاء…

ويريد لها أولياء الشيطان أن تكون عبارة عن هياكل خاوية مجوفة من كل القيم الأخلاقية؛ حتى وأن ظهرت عصرية خارجيا لكن داخلها قد بلغ قمة الدناءة والتحرر من مبادئها وأخلاقها وقيمها ؛فتصبح تماما كقطعة خشبية نخرتها الحشرات والقوارض حتى أفقدتها وزنها وقيمتها..~

إنسانيا: يريد الله عزوجل للمرأة أن تكون إنسانا بما تحمله هذه المفردة من معنى؛ فقداسة الإنسان تكمن في ما يحمله في وجدانه وبين جوانحه من قيم المحبة والوفاء والإخلاص والإيثار… وتقتضي إرادة الله أن نحافظ على فطرتنا الأنسانية بدليل أن الباري عز وجل أنزل سورة كاملة بهذا الاسم: سورة الإنسان، وذكر في هذه السورة كل تلك القيم والمعاني ومن اللطائف الجميلة والمهمة للغاية أن هذه السورة بكاملها تتحدث عن آل البيت؛ القدوة والأسوة والنموذج.

ويريد لها أولياء الشيطان أن تنسلخ من هذه المشاعر الإنسانية النبيلة ؛ وحين تتصحّر المشاعر وتتحجر القلوب تكون عبئاً على الحياة؛ لا تنتج ولا تثمر ولا تزهر؛ بل حين يتجرد الإنسان من هذه المشاعر والأحاسيس الفطرية يصبح ميتا على وهو لا زال على قيد الحياة؛ ويصل لمرحلة فعل أي شيء وارتكاب أي جريمة!!

جسديا:يريد لها الله أن تكون جوهرة مصونة ودرة مكنونة في كنف الطهر والعفة… وأن تتدفق ينابيع جمالها من مزن حيائها وعفتها …
ومن الملاحظ أن كل ما هو مقدس وجميل يُغلّف ويغطى؛ ليظل محافظاً على قدسيته وجماله ورونقه ونظافته..وكذلك المرأة ينبغي أن يُحاط جمالها بسياج منيع وحجاب ساتر؛ حتى لا يكون عرضةً لسهام النظرات المسمومة وفيروسات النفوس المدنسة والقلوب المريضة…

وبالمقابل يريد لها أولياء الشيطان في هذا الجانب أن تكون سلعة رخيصة في سوق الرذائل سهلة المنال غير عصية على الزلل!! ويجعلون من جسدها محوراً تدور حولهُ نزوات العابثين!! بل ويجعلون من ذلك الجسد مقبرة للقيم والأخلاق بعد أن أصبح مأوى للرذيلة والفساد…

أُسرياً: يريد الله للمرأة أن تحمي بيتها بسياج من التقوى وتحوطه بالدفء والحنان.. وتبني علاقتها مع زوجها على أساس المودة والرحمة في علاقة تكاملية متوازنة، وأن تقوم بمسؤوليتها تجاه أبنائها فتزرع في قلوبهم القيم النبيلة، وتغرس في نفوسهم الصفات الحميدة، وترسخ في وعقولهم المبادئ الجليلة السامية…
أما ألمرأة كابنة، فيريد لها الله عزوجل أن تغمر والديها بفيض عطفها وحنانها وأن تكون شمعة يستضيؤن بها في غياهب الحياة وعكازا يستندون عليه في دروبها ومنعطفاتها..

ويريد لها أولياء الشيطان أن تبني علاقتها الأسرية على أساس من الشكليات والماديات العبثية حتى تصل لمرحلة العجز والتخلي عن مسؤوليتها التربوية والأخلاقية وتوكل تلك المهمة العظيمة للشارع والجوال والشاشات وأصدقاء وصديقات السوء..

اجتماعيا: يريد لها الله عزوجل أن تبني علاقتها مع المجتمع على مبادئ الأخوة الإيمانية وعلى مبدأ الإيثار وأن تكون عضواً فاعلا في المجتمع في كل المستويات وعلى جميع الأصعدة والمجالات: بناءً وتنميةً وبذلاً وعطاءً مع مراعاة ما يتناسب وفطرتها وأدوارها وبضابط الشرع ومقياس الحياء والعفة والطهر…

ويريد لها أولياء الشيطان أن يكون دورها سلبياً في أفساد المجتمع ويجعلون منها قنبلة موقوتة!! تصيب شظاياها زكاء النفوس وطهارة القلوب وسمو المشاعر..

جهاديا: يريد لها الله عزوجل أن تحمل على عاتقها مسؤولية نصرة دين الله وتقف مع أخيها الرجل جنباٌ إلى جنبا بما يتناسب وقدارتها وإمكاناتها؛ فالرجولة صفةٌ وموقف لا تخص جنس دون الأخر.
والمرأة هي المساند والمؤازر وهي شريكة زوجها وأبيها وأخيها وابنها في الجهاد والنصر.. وقدوتها في ذلك الزهراء البتول الثائرة الأولى في وجهه الظلم والأنحراف..

ويريد أولياء الشيطان أن يعطلون دورها في هذا الجانب وأن تكون أنثى وحسب دون موقفٍ ولا دور في نصرة دينها وقضاياها المصيرية. ..

خلاصة هذه السطور: إن كل ما يريده الله للمرأة من زكاء وطهر وارتقاء في كل الجوانب والمجالات قد جسدته عمليا سيدة نساء العالمين أم أبيها الطاهرة الزكية، المعصومة عن الزلل، القانتة في محراب العبادة، والمجاهدة في ميدان العمل..الزهراء البتول صلوات الله وسلامه عليها ..
وحريّا بالمرأة المؤمنة أن تجعل الزهراء البتول نصب عينيها في مسيرة حياتها؛ فتتمسك بحبلها وتمضي في خطاها وترتشف من معين طهرها ونقائها؛ فمن اقتدت بها في الدنيا كانت معها في الآخرة؛ وهذا هو الفوز المبين…
وهاهي الزهراء اليوم وفي ظل المسيرة القرانية تلوح في آفاقنا نورا، وتفوح نسائمها الزكية عطرا، بعد أن غُيِّبت زمنا طويلا عن أجيالنا وطُمست سيرتها المشرقة
من مناهجنا الدراسية وصروحنا العلمية ومنابرنا الإعلامية…
وهاهي المرأة اليمنية فاطمية الزمان وزينبية العصر؛ وبعد أن اقتربت من الزهراء وارتشفت قطرات من معين أخلاقها وتنفست أنسام سموها ورفعتها_تحاول تجسيّد الزهراء سلام الله عليها في الميدان: أخلاقاً وبذلاً وعطاءً وثورة وجهاداً وصبرا ونصرة لدين الله وإعلاء كلمته… وستظل في هذا الدرب المضيئ حتى ترفرف راية النصر ويتحقق ما يريدهُ الله لها من عزة ورفعة وارتقاء.

You might also like