طفولــة مقتـولة .
إب نيوز ١٤ فبراير
*كوثر العزي
اسمـحـو لي أن آخـذكم في بحــر المعـرفـة فوق زورق العلـم لكي أنسـج لكـم مـن واقعنـا أحـداث خطتهـا أنـامـلي لكـي أُوصـل تـلك المظلومية للعالـم دون كــذب وتزوير،
فمـاذا لـو كـانت منظمـات حقوق الأطفـال هـي مـصدر قتـل ودمـار الأطفـال ؟
فـهل ياتـرى كيف سيكون مصير ذلك الـطفـل ؟
وكيـف سيكـون ضحيـة قرار مجـلس الأمـن الـذي أصبـح الصغير والكبير يكـذب عـليها فتصـدق كـل كلمـة قال لهـا منظمـات حقوق الأطفـال فيصبـح قتـل الطفـل لامبرر ولا تدين لـه،
وكـم هو مـوجـع أن تــرى تـلك الطفولة تتـهاوى بــلاسبب وترى أحـلامهم تنـهار هنـا وأمنيـاتهم تنـزلق مــن هُنــاك،
تتـأمـل تـلك الطفولة وهي تـغادر وتفارق الـحياة دون سبب مقنــع
وتـرى كُــل يوم زهـرة مـن بساتين وطنـك تـُقتل بــآلــة قاتـلـة أو تمـوت مـن الـمرض،
وتـرى ذلك الطفـل ينتظر فرصـة للهـروب مـن ذلك الـمرض ولكن دون جـدوى أو أنـه يخـرج مـن تحـت الـركام آمـل للحياة فيفيق فيصبح هو الناجي الوحيد مـن أُســرته فيتمـنى أنـه لـحق بأسرته الـتي كـانت تضمـة مـع أمـه وأبيــه وأخـوته الـتي كـانت أساس بسمـة وذكـريات طفولـته،
تـرى ذلك الصغيـر عـلى السرير مغـمض العينين، المرض ينهـشه ويقتحـم ماتبقى مـن جـسده فيفتك بــه ويــصبـح ضحيـة لذلك الـمرض،
وذلك الطفـل مـصاب بخيبـة أمـل أو في حـالة صدمـة ممـا يراه ،
فبـربكم هـل هذه حيـاة طفـل يامنظمـات سمــت نفسهـا بــالحقوق وتتغنـى بـقتـل أطفـال اليمـن ويـا مـجــلس الأمـن ،أتعـرفون طفــل بلدي مـاذا يعنـي؟ أتـعلمـون أن لا أمـان لـه في مـدرستـه أو المنتزهـات أو حـتى بيتـه أو حـتى بطـن أمه أصبـح لا أمـان له
أصبـح كـل جـزء من حياتـه مـرعبة أصبـح لا يـؤمـن بسماء الـطفولة أصبـح كبير العـقل صغير الجـسد
حمـل السلاح بدل ذلك القلم حمـل همـه رغـم صغر سنـه ،
أصبــحـتم صغيرين في أعينهـم أصبحتـم كاذبين في عقولهـم أصبحـتم لا مكـان لكـم في قلوبهم،
مـاذا تتوقعون من طفـل طفولـته سُلبت وأحـلامـه هـُدمـت وأمنيـاته سُـرقت وبسمـته أختفت،
هـل تتوقعون مـنه أن يجـلس مكـتوف الأيدي،
بل يتمـنى أنه لو يبلغ سن العشرين ليتـحرك ويقاتـل ويدافع عـن طفولـة غـيرة،
طفــل عشق حب الجـهاد من أمـه وتعـلم الاستشهاد والفداء مـن والده فمـاذا سيكـون ردة فعـلـه؟
فهذه قصـة أطفـال بلادي اخـتصرتـها لكـم في تعبير صغير نسجتهـا من وأقعي وخطتـها أناملي وهي تـرجف وتـلك الدمـوع تتحجـر في عينيّ
أصبحـت أفكـاري تتطلام وأنـا اتذكر تلك الـوجوه البـريئة،
فياصغيري إياك وأن تخف فالنصر بإذن الله قريب …