السيدة الزهراء (ع): انموذج المرأة القيادية
إب نيوز ١٥ فبراير
بتول عرندس
هي المعلمة الاولى, بيتها كان المدرسة الاولى في التاريخ للمرأة، حيث كانت تمارس دور تربية مجتمع نسوي فذ يمتلك جميع المقومات التي تؤهله لبناء جيل واعٍ, وكانت تعمل على تثقيفعن وتوعيتهن ودعوتهن الى مقاومة الظلم والتمسك بتعاليم الله والوقوف بجانب الحق ونصرة الدين، فجسدت الشخصية الشاملة القيادية المسؤولة عن تبليغ الرسالة، والمستعدة لتحمل كل المسؤوليات التي يتطلبها المجتمع وأحاطت بكل الظروف التي كانت تمر بها الأمة مما يدل على قابلية المرأة لأن تكون في موقع الريادة والاقتداء في بناء وتدعيم قواعد الدين وتثبيت أركانه سواء من المنظور السياسي او الاعلامي. من خلال ذلك نستطيع ان نقول بأن السيدة الزهراء (ع) سلطت الضوء على مدى تأثير المرأة العميق.
من خلال الكشف عن الجانب القيادي للسيدة الزهراء (ع) في نشر الرسالة الإسلامية، ووقوفها بجنب الرسول، وموقعها المهم في الحصار الذي تعرض اليه، إضافة الى الموقف السياسي الصعب بعد استشهاده وبروزها لكشف المرتدين والظلمة، فكل هذه المواقف تبين قيادتها العظيمة, وبناء على ذلك فهي حجة شرعية على جميع الناس ولذا قال الإمام العسكري (ع): “وهي حجة علينا”. ويقول النبي (ص): “وأمّا ابنتي فاطمة، فإنها سيدة نساء العالمين من الاولين والاخرين، وهي بضعة مني وهي نور عيني، وهي ثمرة فؤادي، وهي روحي التي بين جنبي، وهي الحوراء الإنسية” .
تكفلت بعناية اطفالها وزوجها أفضل عناية على الرغم من انشغالها بتعليم النساء ونشر الرسالة، ومن هنا نستدل بأن نجاح الاسرة يحقق نجاح المجتمع، لأنها اللبنة الأساسية التي تساهم في بناء الامة المتحابة على الخير والصلاح. فقد عاشت تحت ”ظل أبيها وظل حليلها، وعانقت ريحانين، الحسن والحسين ذرية لرجلين نبي وامام، وعانقت رهافتين رهافة الجسم ورهافة الحس، واختبرت عصرين عصر الجاهلية وعصر الانبعاث، واحبت اباها حبين، حب النبوة وحب الأمومة”. ثم استشهدت الزهراء بعد وفاة والدها بثلاثة أشهر ولكنها الى اليوم مدرسة لكل من يقارع الطغاة الظالمين وكل من يريد تشويه معالم هذا الدين.