تصريح جديد ومثير لمحمد عبدالسلام: بقاء مؤقت لهادي مشروط.
إب نيوز 2 يونيو
– أتاحت جماعة «أنصار الله» اليمنية المجال أمام المشاركة في حكومة «خلاص وطني» يمنية تشكل بالتوافق بين جميع الأطراف لإدارة مرحلة انتقالية يبقى خلالها الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي في منصبه مدة محدودة.
وتعليقاً على مقترح الوسيط الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد بتشكيل حكومة وحدة وطنية، اشترط رئيس وفد الجماعة في مشاورات الكويت، الناطق باسمها، محمد عبدالسلام، في تصريحات لـ«الجريدة»، الحصول على ضمانات أممية ودولية بضرورة بقاء هادي على الحياد أثناء الفترة الانتقالية، وعدم اتخاذه قرارات تضر الجماعة وحلفاءها، للمشاركة في الحكومة المقترحة.
وقال عبدالسلام إن الدخول في الحكومة المقترحة يجب أن يمر عبر ضمانات من المجتمع الدولي، وأن يلتزم هادي بعدم إصدار قرارات إلا بالتوافق، ومن خلال هيئة استشارية تشكل من جميع الأطراف بحيث لا يمر قرار الا عبرها.
وأضاف أن المقترح الأممي يشمل تشكيل لجنة عسكرية من جميع الأطراف، وبمشاركة من الكويت وسلطنة عمان، تعمل على تمهيد الأجواء في صنعاء، خلال 15 يوما لاستقبال الحكومة التوافقية.
وذكر عبدالسلام، وهو رئيس الوفد المشترك لـ«أنصار الله» وحزب «المؤتمر الشعبي» بالمشاورات، أن الجماعة لا تمانع في أن يصدر هادي قرار تشكيل اللجنة والحكومة التوافقية، مشيرا إلى أنه طلب منهم بقاء الرئيس المعترف به دوليا مدة وجيزة تتراوح بين الأسبوع والشهر.
وأكد «اننا في اطار الحل التوافقي وفقا للسلطة التوافقية في البلد، وأنه لا توجد لدينا مشكلة طالما ان هناك مخارج دستورية وقانونية للحل»، مضيفا «نحن نبحث اي مسألة زمنية لموقع الرئاسة بلا صلاحيات لفترة محددة او صلاحيات تكون توافقية وفق الضمانات، ولكن هذه النقاشات مازالت قائمة، ونحن بالفعل نناقش موضوع السلطة التوافقية بما فيها الرئاسة (الرئيس والنائب) وموضوع الحكومة، ونلمس تقدما جيدا، إضافة الى النقاشات حول اللجنة العسكرية والأمنية».
وعن موضوع الاسرى والمعتقلين، قال إن هناك تقدما جيدا لا بأس به، مشيرا الى ان لجنة الضمانات من المفترض ان تكون المراقب لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه.
وعن الاتصال المباشر مع التحالف، وخصوصا السعودية، بين ان «هناك خطا مستمرا مع المملكة العربية السعودية، ونناقش معها جميع الموضوعات المطروحة، وتصريحات الوزير الجبير الاخيرة تعد تحولا ايجابيا في خطاب الشعب اليمني».
وأكد أنه «كلما ساعد الخطاب السياسي في تهيئة الامور، ساعد ذلك في ايجاد مناخ مناسب يصل بنا الى حل في الكويت»، موضحا: «نحن والجانب السعودي ننسق على خط مستمر لإيجاد حلول ممكنة أو ازالة اي عراقيل قد تواجهنا مع الطرف الاخر».
وعما كشفته «الجريدة» بخصوص مقترح تشكيل لجنة عسكرية بمشاركة ضباط من الكويت وعمان، قال عبدالسلام إن «كل ما تم مجرد نقاش، والأفكار تتقارب، وقابلة لأن تصبح اتفاقا»، مؤكدا ان «جلسة (الثلاثاء) بدا فيها النقاش أكثر عمقا وأكثر ملامسة للقضايا الحقيقية حول المؤسسات، إذ تحدثنا عن الضمانات التي تسمح للكل بالاتفاق بشكل مريح، وهو أمر ايجابي، كما اننا تجاوزنا اللقاءات البروتوكولية».
وأوضح ان «المقترح مازال قائما، ولا مانع في ان يكون هناك ضباط كويتيون وعمانيون باعتبار أن الجميع يرحب بهم، وأن المقترح بالنسبة للامم المتحدة ايجابي، ويناقش حاليا، وهو جزء من الضمانات التي نتحدث عنها».
وعن تسليم السلاح، قال إن «الطرف الحكومي يريد أن يدغدغ المجتمع الدولي من شيء اسمه السلاح، خصوصا أننا بدأنا الحديث في العمق خلال الجلسات الماضية، حيث بدأوا يثيرون المخاوف حول مسألة السلاح».
وأكد أنه لا توجد لدى جماعة انصارالله مشكلة في موضوع الانسحابات، وأن تكون الاسلحة بيد الدولة، مضيفا «اننا اليوم (الثلاثاء) نناقش ماهية الدولة التي نسلم لها السلاح، فإذا اتفقنا فنحن نؤكد ان السلاح يجب ان يكون في يد الدولة، والجيش يجب ان يكون خاضعا لمسؤولية الدولة».
وشدد عبدالسلام على أن موضوع السلاح والانسحابات ليس معضلة او عقبة في مشاورات الكويت، مضيفا ان الوفد المشترك قدم رؤية اكثر عملية فيما يخص ذلك.
وذكر أن هناك جبهات في مختلف الاراضي اليمنية يجب عليها ان تعود الى ثكناتها، أما «اللجان الشعبية التي وقفت معنا، فأمرها سيكون سهلا، وذلك بأن نوجد لها مخرجا في اطار الدمج الذي ضمنته لنا مخرجات الحوار الوطني، وعلى اساس ان تعالج اللجنة العسكرية قضية اللجان الشعبية، وتعمل لهم معسكرات خاصة، وتصرف لهم الرواتب بعد ذلك».
وعما اشيع عن طرح جماعة انصارالله اسم الاحمر بدلا عن هادي خلال الايام الماضية، نفى عبدالسلام ان يكون تم نقاش مثل هذا الامر.
وبخصوص اللقاءات الاخيرة لنائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، قال إن «الكويت تقدم دعما غير محدود للحوار وجهدا كبيرا، إذ التقينا بنائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، واستمع لهمومنا وأفكارنا، واستمعنا منه لتطمينات فيما يخص الضمانات، ومحاولة ازالة بعض العثرات التي قد تكون موجودة».
وأكد أن «اللقاءات مع الجانب الكويتي كانت في المجمل ايجابية، ونحن نثمن دور الكويت قيادة وشعبا على الجهد الكبير والنشاط الدبلوماسي العظيم في ايجاد حل عادل للقضية اليمنية».