” فأحبط أعمالهم “
إب نيوز ١٧ فبراير
ذُكِرت هذه الآية مرّتين في القرآن في سورة (محمّد) في الآية التّاسعة و الآية الثاّمنة و العشرين ، حيث كان وصف دقيق في هاتين الآيتين كأنّه كشف أو كشّاف مركّز الضّوء يصوّب ضياءه نحو صدور الخونة و المرتزقة و عملاء المحتلّين و المعتدين من جمع الصّهاينة و الأمريكان مع الأعراب و مطاياهم ،
كشفت الآيات نفسيّات خونة اليوم و تخاذلهم بدقّة شديدة ؛ ما أذهلتني دقّة هذا الوصف حين عدتُ للقرآن لأستبين ذلك التّوفيق و القرآنيّة التي وُفِّق بها رجال الأمن الأبطال في وزارة الدّاخليّة حين أسموا تلك العملية الاستخباراتيّة الأكبر من نوعها و التي تعدّ من سلسلة الانتصارات المبينة المتوازية و المتزامنة و المترابطة مع الانتصارات الميدانيّة و لا تنقصها في شيئ ، و هي الدّالة على تمكّن من استخبارات قويّة ملهِمة للرّجال ملهَمة من ربّ العالمين حين كان اللّه هو غايتهم و وجهتهم !!!
و لنمرّ بعنوان هذا النّصر الذي هو كمن سبقه مأخوذا لفظا و معنى من القرآن الكريم نفسه حيث قال ( تعالى) في الآية التّاسعة من سورة ( محمّد ) :
_ ” ذلك بأنّهم كرهوا ما أنزل اللّه فأحبط أعمالهم (٩) ” ،
و قال من الآية الخامسة و العشرين إلى الآية الثاّمنة و العشرين :
_ ” إنّ الذين ارتدّوا على أدبارهم من بعد ما تبيّن لهم الهدى الشّيطان سوّل لهم و أملى لهم (٢٥) ذلك بأنّهم قالوا للذين كرهوا ما نزّل اللّه : سنطيعكم في بعض الأمر و اللّه يعلم إسرارهم ( ٢٦) فكيف إذا توفّتهم الملائكة يضربون وجوههم و أدبارهم ( ٢٧ ) ذلك بأنّهم اتّبعوا ما أسخط اللّه و كرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم (٢٨) “.
نعم : اتفق المحبطون في أوصاف أبرزها كُره مارضي اللّه عنه وقد رضي عن كرامة الإنسان و تحرّره من عبوديّة البشر فعبدوا أحقر البشر ممثّلة برمز الشّيطان الأكبر ( أمريكا ) و شركاها ، واتخذوهم أولياء فسخط اللّه عليهم و وافاهم بجريرتهم العظمى ؛ فكانت عملية إحباط أعمالهم مباشرة و دون تراخٍ في الزّمن بما تدلّل عليه الفاء العاطفة فحرف العطف الفاء يفيد التّرتيب مع التّعقيب مباشرة،،
نعم : كرهوا أن يقوم للقرآن و الحقّ مقامه فاتّبعوا ما تتلوا الشّياطين عليهم ؛ فسخط عليهم ربّ العالمين فأحبط أعمالهم ،،
اختيار و انتقاء فريد ممّن صدقوا عهدهم مع اللّه حيث إنّ عملية ” فأحبط أعمالهم ” رسالة قوية و قد تكون الأشدّ و الأنكى على نفوس المحبطين في الخارج و الذين لن ينالوا و لن يطالوا ” لا بلح الشّام و لا عنب اليمن ” ؛ فهؤلاء أذرعهم قد كُسِرت في الدّاخل فكيف بهم و هم نعال على رمال مملكة العهر و إمارات الزّجاج ؟!
إذن : فليذوقوا العذاب الأليم ، و القادم أعظم ،
و للّه درّكم رجال الأمن و لكم أزكى التّحايا و سلام عسكري مهيب يليق بهاماتكم الشّامخة و جباهكم الوضّاءة التي لم و لن تسجد إلّا للّه الواحد الأحد الذي مكّنكم بصدقكم و إخلاصكم فـ : “أحبط أعمالهم ” .
أشواق مهدي دومان